من يعايش واقع منقطة الساحل في ظل التغيرات الجيو استراتيجية المتمثلة في الانسحاب الفرنسي والتمدد الروسي يتيقن إن حدوث تحولات جيو استراتيجية وتبديل للتحالفات ونتائج يهتم الكثير بها دون تكليف انفسهم عناء الخوض في مسبباتها وجذورها التاريخية الممتدة 1957 – 2022 وحجم مظلوميات شعوب المنطقة .
وخلال مراحل القضية الازوادية التي تمثل جوهر المشاكل الامنية في الساحل وسبب التدخلات الخارجية تم تجاهل الحلول العملية التي اقترحها قادة المنطقة منذ عام 1957 مرور بفترة 1964 وفترة السبعينات إلى التسعينيات حتى يومنا هذا كان يتم تجاهل مطالب الشعوب والحلول النابعة من تطلعاتهم وحرصهم على استقرار المنطقة و بدل من ذلك تم استيراد قوالب جاهزة بعيدة عن البيئة المحلية وفرض تلك القوالب البعيدة عن جوهر المشكلة الحقيقة ونتيجة تراكمات لسلسلة من القوالب الفاشلة وصلت المنطقة للصراع الدولي عليها بين المعسكر الغربي ممثل في فرنسا والشرقي الذي تمثله روسيا وفتح المنقطة على تدخلات اخرى محتملة .
وفي ظل تعنت مالي الممنهج واستقواءها باطراف إقليمية ودولية لفرض الاستسلام على الطرف الأزوادي دون تقديم بدائل او حلول حقيقية تراكمت المشاكل الامنية وحولت مالي اجزاء من ترابها إلى بيئة حاضنة للتيارات الجهادية التي بثت سمومها لدى الشعب القانط من الحلول المنصفة واصبحت تمرر سمومها في جسد المجتمع واتخذت القوى المناهضة لحقوق الشعب وجود تلك الجماعات ذريعة لوصم القضية بالإرهاب والتدخل لإجهاض تطلعاته واصبحت مالي ساحة لتصفية حسابات بسبب نهجها الخاطى ومقارابتها وقوالبها وسياستها الكارثية .
تراكمت الإخفاقات و ازداد الفشل واتسعت دائرة الصراعات والتدخلات وبات على المخلصين من ابناء المنطقة التحذير من استنساخ التجربة المالية ومقارابتها الكارثية حتى لا تتحول الى سرطان ينتقل إلى باقي اقطار غرب إفريقيا التي يجب عليها الحذر من شعارات التحرر من مستعمر اروربي لم يفعل شيء ايجابي للقارة و الترويج لجلب مستعمر روسي لن يجلب اي خير لمن استقوى به لقمع مطالب شرائح من شعبه في الكرامة والعيش الكريم على ارضه .
ومن هذا المنطلق ندعوا ابناء منطقة الساحل والمهتمين بشوونها إلى تحليل وتشخيص مشاكلها ووضع حلول ناجعة تنبع من البيىة المحلية والابتعاد عن القوالب الجاهزة التي ثبت فشلها واكتوت المنطقة برمتها بنتائجها الكارثية
بقلم : مجدي بوخدة
شخصية اعتبارية ازوادية