عمر الانصاري
عبرت عشرات من منظمات المجتمع المدني المالية عن استنكارها للتكريم الذي منحته حاكم تينبكتو لقاض إسلامي، قالت إنه قدم العدالة للجماعات المسلحة في تمبكتو في عام 2012 في وقت اتسم بانتهاكات ضد المدنيين.
وبحسب بيان صحفي وقعته 37 منظمة حقوقية، حصلت الرؤى الافريقية على نسخة منه، فإن هوكاهوكا أغ الحسيني الذي ألقي القبض عليه في يناير 2014 وأفرج عنه بعد سبعة أشهر في إطار عملية تبادل أسرى واستأنف التدريس والاستشارة في الشؤون الدينية. واستغربت منظمات المجتمع المدني في بيانها إصدار حاكم منطقة تينبكتو باكون كانتي، الأسبوع الماضي، “شهادة تقدير” لهوكا هوكا أغ الحسيني على “الخدمة التي قدمها لصالح عودة السلام والعيش المشترك” ، رغم أنه لا يزال مستهدفًا مع آخرين من خلال التحقيقات القضائية وأنه يخضع لعقوبات الأمم المتحدة، على حد قول البيان.
وأضافت المنظمات الحقوقية أن هذا التقدير هو “اعتداء على ذكرى الضحايا، الذين ما زالوا ينتظرون المحاكمة”، بحسب البيان المشترك الذي أضاف: “من المفترض أن يعلم الحاكم أن هوكا هوكا لا يزال يحاكم على جرائم بموجب القانون الدولي، لا تسقط بالتقادم، ولا سيما أعمال الزواج القسري، والاستعباد الجنسي، والاغتصاب، والتعذيب، وابتزاز الأموال في تمبكتو، التي تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”.
وقالت المنظمات الموقعة على البيان إن التكريم الذي تم منحه لهوكا هوكا آغ الحسيني هو “مثال جديد على الإفلات من العقاب الذي يتمتع به مرتكبو الانتهاكات في مالي، البلد الذي يعاني منذ عام 2012 من انتشار الإرهاب والعنف بجميع أنواعه /”، على حد قولهم.
وعبرت المنظمات الحقوقية المالية عن تشجيعها للمحكمة الجنائية الدولية على “استخدام مبدأ المتابعة للالتفاف على الافتقار إلى الإرادة السياسية من أجل مكافحة الإفلات من العقاب”.
وكان هوكا هوكا أغ الحسيني قد ترأس المحكمة الإسلامية في تمبكتو في الفترة التي سيطر فيها إسلاميو أنصار الدين والقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي على المدينة، من منتصف عام 2012 حتى تحريرها من قبل القوات الفرنسية والمالية في أوائل عام 2013.
واعتقل القاضي المذكور في يناير 2014 وأفرج عنه بعد سبعة أشهر في إطار عملية تبادل أسرى، حيث استأنف التدريس والاستشارة في الشؤون الدينية، وقد نال صفة (قاض إسلامي) في الزويرة في دائرة غوندام، التي تبعد حوالي 90 كم من تمبكتو.