شهدت السنغال في السنوات الأخيرة تحولا كبيرا في المشهد السياسي، وحدثت تغيرات جوهرية في القوى السياسية والشخصيات الرئيسية في البلاد.
هذا التحول يعكس تطورات وتحولات استثنائية في الساحة السياسية السنغالية، وقد أثر بشكل كبير على الحكم والمعارضة، وتحقيق تغييرات هامة في البنية السياسية والاستقرار السياسي للدولة.
وفي إطار التحضير للانتخابات الرئاسية في عام 2024، شهدنا تحولات أخرى هامة في المشهد السياسي السنغالي. تم حل حزب الحكم السابق وتعرض الرئيس السابق لاتهامات بالفساد والانتهاكات، مما أدى إلى تراجع شعبيته وتفكك قاعدته الداعمة. في هذا الوقت، ظهرت شخصيات جديدة تنافس على الساحة السياسية، من بينها باسيرو ديوماي فاي وعثمان سونكو.
وعن باستيرو ديوماي فاي، الشاب الأربعيني من عمره، رفيق درب زعيم حزب “باستيف” الذي تم حله.
مؤخرًا، تم انتخابه رئيسًا لجمهورية السنغال في الجولة الأولى من الانتخابات بأغلبية تزيد عن 56% من الأصوات. وقد حقق هذا الفوز الكبير في فترة وجيزة جدًا، حيث انتقل من السجن إلى القصر الرئاسي في غضون أسبوعين فقط.
فاي، حاصل على درجة الماجستير في القانون، بدأ مسيرته المهنية كموظف في دائرة الضرائب والعقارات بعد تخرجه من المدرسة الوطنية للإدارة والقضاء بدكار في عام 2004، وهناك التقى بصديقه ورفيق دربه في النضال السياسي، عثمان سونكو. تطورت علاقتهما وانضموا معًا إلى “نقابة خاصة باتحاد الضرائب والعقارات” التي تأسست في عام 2014، للدفاع عن مصالح النقابة. وفيما بعد، قرروا تأسيس حزبهما السياسي “باستيف”، الذي للأسف تم حله لاحقًا.
من خلال منصتهما السياسية، خاض فاي وسونكو معارك انتخابية شرسة في الانتخابات البرلمانية والرئاسية، واعتمدا استراتيجيات مدروسة وبرامج حزبية مبتكرة. وعلى الرغم من جهودهما الكبيرة، لم تكن النتائج تلبي طموحاتهما في انتخابات الرئاسة لعام 2019، حيث احتل سونكو المركز الثالث بنسبة تقارب 16% من الأصوات. ومع ذلك، لم يتوقف الصديقان في مسعاهما السياسي.
بفضل شعبيته المتزايدة والدعم الواسع الذي حظيا به، تمكن فاي من تحقيق انتصار ساحق في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وانتقل بسرعة من السجن إلى القصر الرئاسي. هذا الفوز المذهل يعكس تقدمه السريع في المشهد السياسي، حيث تغلب بأكثر من 31% من الأصوات على منافسه الرئيسي.
واصل باسيرو ديوماي فاي وعثمان سونكو في سعيهما السياسي بحذر وتواضع حتى شهر فبراير 2021. في تلك الفترة، تولى فاي منصب الأمانة العامة لحزب باستيف بعد أن تم اعتقال سونكو بتهمة اغتصاب وتورطه في مؤامرة.
استفادت القوى السياسية داخل حزب باستيف من هذه الحادثة الصادمة لتعزيز قوتها وتوحيد صفوف المعارضة قبل الانتخابات التشريعية في 2022.
وحققت المعارضة فوزًا ساحقًا في تلك الانتخابات، حيث هزمت حزب الحكم وحصلت على 56 مقعدًا ضمن تحالف “تحرير الشعب”.
واستعدادًا للانتخابات الرئاسية في عام 2024، تم حل حزب باستيف ومنع سونكو من الترشح بسبب الاتهامات المشبوهة الموجهة إليه، وتم سجن فاي بتهم متعددة.
ومع ذلك، في 20 يناير 2024، عندما أعلن المجلس الدستوري قائمة المرشحين النهائية، لم يتم تضمين اسم سونكو فيها، وهذا لم يكن مفاجئًا بناءً على التحديات القانونية التي واجهها.
ولكن كان لدى سونكو خطة بديلة، حيث قام رفيقه فاي، الذي كان في السجن، بالترشح بدلاً منه بهدف تهدئة الأوضاع في البلاد. لم ينس الشعب السنغالي المحن التي مر بها تحت حكم ماكي سال والفساد الذي انتشر في قطاع الطاقة المرتبط بأقاربه وقام الشعب السنغالي بتنظيم مظاهرات وتضحيات كبيرة للدفاع عن مبادئ سونكو وحزبه، واعتنق هذه المبادئ كسبيل نبيل لاستعادة مكانة السنغال ومكافحة الفساد.
وقاد أنصار حزب باستيف، الذي تم حله، حملة انتخابية قوية وعرضوا برنامجًا انتخابيًا يحمل طموحات كبيرة، من بينها توفير فرص العمل للشباب السنغالي ومكافحة الفساد، وإعادة النظر في العقود الفرنسية المتعلقة بملف الغاز. استغل باسيرو ديوماي فاي معاناة عثمان سونكو وحزبه كطريق نبيل لتحقيق تغيير إيجابي في السنغال وتحقيق الاستقرار والتنمية.
المعلومات من صفحة @AyatIdrissa