مقالات رأي

72 عاما على الاستقلال..تحديات الماضي وآفاق المستقبل



بقلم: زيــــــــاد علي هـــــاشم

رئيس الجالية الليبية في تركيا


بعد أن سألنا الله عز وجل لليبيا وشعبها تمنياتنا الصادقة والخالصة الألفة ليجمع ويلم شملنا بعد هذه الفرقة والغفلة، وأن يبعد عنا كل ناعق ينعق بالفتنة والدعوة الى الفرقة والتمزق، ومن كل خطر يحدق بها أو يتأمر عليها ليقودها الى الانقسامات والمشاكل والانشقاقات، وأن لا يطغى صوت الفاسدين والمجرمين وشذاذ الآفاق على صوت الحق الناصع الشامخ الطاهر.
إلى جانب ذلك.. أوجدت نفسي عن أصالة باسمي وباسم الجالية الليبية في تركيا نهنئ شعبنا الليبي الكريم بالذكرى الثانية والسبعين لاستقلال بلادنا الحبيبة.
يوم الاستقلال الأغر الذي فرح به الليبيون أيما فرح، وسعدت له قلوبهم بلا حدود وأي سعادة، جاء -بفضل الله- بتضحيات الأجداد الذين خضّبوا بدماء شهدائنا الأبرار الزكية الطيبة الطاهرة تاريخ بطولاتهم في الدفاع عن عزة الإسلام وكرامتنا وشرفنا، وقدموا وسطروا بالثمن الغالي والنفيس اليوم المشهود ليبقى لنا معلما وتاريخا نجتمع لذكراه ونفرح بنصر الله، (ينصر من يشاء)، وعكس تضحية أجدادنا بثروة ثمينة لابد من تقديرها وتثمينها والاستزادة من دروسها.
رد الله بلادنا إلينا ونحن نستذكر هذا الاستقلال الذي جاء بعد عناء وتمحيص ومحن وتحقيقه بفضل الرجال العظام في مثل هذا التاريخ ليعود حق الأرض لنا بعد أن استلبها الاستعمار (الاستدمار) الذي أذاق أهلنا البأساء والضراء وألبسهم لباس الجوع والخوف والجهل، وألتهم الأخضر واليابس، وغير القوانين والدساتير وصوغها لتخدم مصالحه وشهواته ونزواته ليسلب ثروة شعبنا وطامعا بتغيير معتقداته. نستذكره للاحتفاء به وللاستلهام من قوة تضحية أجدادنا وآبائنا حتى نحافظ عليه ونفتخر به وبهذا الإرث الغالي والمشرف.
رد الله لنا أرضنا بعد أربعة عقود مُرة مريرة ذاق فيها شعبنا الويلات من المستعمر المحتل، فقام وانتفض وصمد من أجل حقوقه المشروعة وقضيته العادلة ومن أجل استقلاله وتحرير بلاده، لنتوج هذا الاستقلال بالوحدة الشاملة واللحمة الوطنية المتينة التي تربط أشلائه التي بقت مبعثرة على كافة الأراضي الليبية، وتحرير البلاد والعباد من وطـأة الاستعمار الغاشم البغيض الذي جثم على صدر شعبنا الليبي طيلة تلك العقود من الزمن.
رد الله كذلك ذاكرتنا اليوم لنحيي ذكرى الأجداد.. مستحضرين فيها بإجلال واحترام الأسماء الكبيرة من رجالات التاريخ الذين قدموا التضحيات الجليلة في سبيله تحقيق أمانيه وكانوا بامتياز اللبنة الأولى في تاريخنا المعاصر لغرس روح المقاومة والوقوف أمام الظالم والجبروت، وصاغوا لنا هوية قوية لشعبنا بإصرارهم على استعادة حقوقه المشروعة، كأمثال أحمد الشريف السنوسي.. وعمر المختار.. وبشير السعداوي.. وسليمان الباروني.. ورمضان السويحلي.. وعبد النبي بالخير.. وخليفة بن عسكر، ومحمد إدريس السنوسي وغيرهم رحمهم الله تعالى جمعيا.. فصرنا امتداد لجهاد الأجداد ومساندة المظلوم ونصرة قضايا المظلومين مثل نصرة شعبنا وإخواننا في فلسطين ضد الصهاينة المعتدين المغتصبين لأرضهم ووطنهم واحتلال مقدساتنا.
ورغم التحديات والتهديدات التي نواجهها من كثرة الأعداء والمتربصين، وسعيهم لاستعمارنا من جديد، ونزع سيادتنا على بلادنا وأوطاننا، منتهزين الوضع القائم في ليبيا والفوضى العارمة والاختلافات والتجاذبات السياسية بين اطراف الوطن وأحفاد الأجداد وهي اليوم بلا دستور بعد إن كانت بدستورها، لم تثن قلوبنا على الحفاظ على هذه الأمانة العظيمة القيمة التي تركوها لنا لننقلها للأجيال القادمة دون المساس بها موحدة مصونة، وسنكون جدارا منيعا لمن في قلبه مرض أو من تسول له نفسه بذلك، وأن لا نجعل يوم الاستقلال مجرد ذكرى كأي ذكريات مرت من قبل، وننسى أو نتناسى أنها كانت بتضحيات وصبر وصمود كلف الكثير والكثير.
ونجدد العزم والحزم والمثابرة أيضا لنصطف جميعا ونرص صفوفنا لتعيش ليبيا عبر أجيالها حرة موحدة مستقلة غير قابلة للانقسام أو التفاوض من أجل سيادتها وترابها، وأن نجعلها مزدهرة آمنة لشعبها.

You May Also Like

الشرق الأوسط

لا يزال الحديث عن جماعة “الأحباش” الدينية في الأردن وتمددها وصعودها يثير العديد من التساؤلات عن حقيقة تلك الجماعة بين الفينة والأخرى، فمن هي...

غرب إفريقيا والساحل

كشفت جماعة نصرة الإسلام و المسلمين في مالي مقتل 70 مسلحا ممن وصفتهم بالخوارح، في إشارة إلى ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وذلك...

غرب إفريقيا والساحل

عثمان اغ محمد عثمان أدى هجوم شنته ميليشيات فاغنر الروسية برفقة عناصر من الجيش المالي، اليوم الثلاثاء، على السوق الأسبوعي لقرية “كيتا”، شمالي مالي،...

شمال إفريقيا

قاد العميد اغلس محمد أحمد، قائد الكتيبة 173 المشاة في أوباري، يوم الثلاثاء، مناورات عسكرية استباقية قوية، تهدف إلى تصدّي أي تهديدات محتملة من...

Copyright © 2021 AfricanPerceptions.org

Exit mobile version