تجد مدينة تنبكتو التاريخية في شمال مالي أهم المدن في المنطقة، نفسها تحت وطأة الحصار وها هي تعود للانغماس في جحيم الحصار مجددا، إذ تكابد الحياة في هذه المدينة القديمة العديد من الصعوبات جراء الصراعات التي لم تتوقف منذ سنوات.
ومنذ رفع الحصار الأول، تمنّى سكان تنبكتو بأن يستعيدوا حياتهم الطبيعية، وأن يعيشوا بأمان واستقرار داخل أسوار مدينتهم العتيقة، إلا أنه اليوم أعلنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين عن إعادة فرض الحصار على المدينة، ما أثار رياح القلق والاستياء بين سكانها، لاسيما وأن فرض الحصار الأول على تنبكتو أثر بشكل كبير على حياة السكان، حيث تسبب في ارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى مستويات لا تحتملها الأسر، وتراجع إمدادات السلع الأساسية.
وبالرغم من مطالبة جماعة نصرة الإسلام والمسلمين بفك الحصار عن تنبكتو من قبل شيوخ قبائل المنطقة، واستجابت الجماعة لهذه المطالب لفترة مؤقتة، إلا أنه اليوم الجماعة أعلنت إعادة فرض الحصار على المدينة، ما أثار حالة من الغضب والاستياء بين السكان.
وأعرب الأهالي عن استغرابهم لهذا الحصار، حيث يعتبرون أن مدينة تينيكتو تعتمد بشكل أساسي على التجارة والبضائع، ولا يوجد لها أي نشاط اقتصادي آخر يمكن أن يكون سببا لفرض الحصار عليها.
واستاء أهالي المدينة من جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التي تقوم بفرض الحصار على الشعب، بينما يفترض أن حربها تكون مع الجيش المالي والمرتزقة، وليس مع الشعوب التي تعيش في مناطق تأثرها.
يعبر أحمد اغ محمود، أحد سكان تينيكتو، عن استغرابه لهذا الحصار، حيث تعتمد المدينة بشكل أساسي على التجارة والبضائع، ولا يوجد لديها أي نشاط اقتصادي آخر.
يرى محمود أن هذا “الحصار يهدف إلى تجويع الشعب، وتعتبر جماعة نصرة الإسلام والمسلمين أن حربها مع الجيش المالي والمرتزقة، وليست مع الشعوب التي يتأثر بها هذا الحصار”.
من جانبه، يقول عبد الله، وهو أحد سكان ضواحي تينيكتو، والذين يتأثرون بشكل كبير بالحصار، إنه “سمع تسجيلا صوتيا يتضمن تهديدا بإعادة الحصار من قبل أحد أفراد جماعة نصرة الإسلام والمسلمين”، ويشير إلى أنه “لم يتمكن من فهم الدوافع والأسباب المقنعة لهذا الحصار، وهناك بعض الأشخاص الذين كانوا يتعاطفون مع الجماعة في السابق، ولكن هذا الحصار جعل الناس يعانون، وبالتالي فالناس غاضبون من قرار الجماعة”.
مع استمرار الحرب والصراع في المنطقة لأكثر من عقد، يزداد توتر الوضع في تنبكتو، وتتزايد معاناة السكان الذين يعيشون تحت وطأة الحصار المتجدد، في ظل هذه الظروف الصعبة، يبقى السؤال مطروحا حول مصير مدينة تنبكتو ومستقبل سكانها، وما إذا كانت هناك حلول سياسية أو دبلوماسية يمكن أن تخفف من معاناتها..