Connect with us

Hi, what are you looking for?

غرب إفريقيا والساحل

صرخات النازحين من كيدال: معاناة في صحراء الباردة وأمل مستحيل في العودة (فيدوهات)

في زمن يمتلئ بالصراعات والنزاعات، تشهد منطقة كيدال في مالي واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية، حيث يعاني الآلاف من النازحين الذين هربوا من المعارك والعنف الدامي، ووجدوا أنفسهم في مأزق مرير بين الشتاء القارس والصحراء القاحلة.

تفصح المقابلات مع هؤلاء النازحين عن معاناتهم اليومية وصعوباتهم الكبيرة في مواجهة الظروف القاسية، بينما يبقى لهم الأمل شبه مستحيل في العودة إلى وطنهم المحطم، ولا امكانية اللجوء الى الجارة الجزائرية التي اغلقت حدودها البرية منذ سنوات..

ورغم وإصدار وزير المصالحة الوطنية في مالي بيانًا يدعو فيه سكان كيدال إلى العودة إلى مدينتهم، معلنًا أن الدولة ستوفر لهم الحماية الا ان العرب والطوارق في كيدال لا يثقون في وعود الجيش الذي فروا من مجازره التي تستهدفهم عرقيا.

إحدى النازحات، السيدة خديجة، تحكي قصتها وتفاصيل مأساتها، بصوت مملوء بالغصة، حيث فقدت جميع أفراد عائلتها في قصف جوي باستخدام طائرات بدون طيار. تعبر عن صعوبة العبور إلى الجزائر لعلاج الجرحى بسبب إغلاق الحدود. كما تشير إلى قسوة الأوضاع في تينظواتين، حيث يفتقرون إلى الأمان والمأوى، ويعانون من قسوة البرد القارص ونقص الموارد الأساسية، وتعتبر البقاء على قيد الحياة بلا جدوى.

تقول السيدة خديجة “نحن فررنا من كيدال إلى الصحراء ومع هذا طاردتنا الطائرات وقتلتنا جميعا ولدينا جرحى ولا نستطيع العبور إلى الجزائر لعلاجهم لأن الحدود مغلقة، الله فقط يعلم بحالنا واصعب ما نواجهه هنا في تينظواتين هو انعدام الأمن ولا يوجد في هذا البرد القارص أي ماؤى نحن نفترش الرمال وننام في عراء ونفتقر إلى كل شيء”.

من جانبها، تقول السيدة مريم الشريف أن غالبية سكان كيدال الذين نزحوا هم من الطوارق والعرب ذوي البشرة الفاتحة، وأن السونغاي (ذوو البشرة السوداء) يحظون بحماية من الجيش المالي ومرتزقته الروس. وتشير إلى أن السونغاي ليسوا جزءًا من سكان كيدال الأصليين، ولكنهم قدموا للعمل في المدينة وولائهم للحكومة المالية. وتشير أيضًا إلى أن الجيش المالي نهب وخرب منازلهم ومحلاتهم عندما وصلوا إلى كيدال.

بالنسبة لدعوة وزير المصالحة الوطنية لعودة سكان كيدال، تعتبر السيدة مريم ذلك “غباءً”، حيث تعتقد أنه لا يمكن لأحد أن يوفر الأمن في المنطقة في ظل الحرب المستمرة، وأن الأمان والاستقرار ليسا متاحين حاليًا إلا إذا عادت الجماعات المتحاربة إلى التوافق والاتفاق.
ومنذ تقدم الجيش المالي نزحت مئات العائلات من ذوي البشرة الفاتحة من الطوارق والعرب إلى منطقة تينظواتين الحدودية مع الجزائر حيث تستهدفهم طائرات بدون طيار تابعة للجيش المالي ومرتزقة فاغنير، مع ذلك يواجهون منع العبور إلى الجزائر واللجوء إلى أراضيها ويعانون الأمرين.

You May Also Like

الشرق الأوسط

لا يزال الحديث عن جماعة “الأحباش” الدينية في الأردن وتمددها وصعودها يثير العديد من التساؤلات عن حقيقة تلك الجماعة بين الفينة والأخرى، فمن هي...

غرب إفريقيا والساحل

كشفت جماعة نصرة الإسلام و المسلمين في مالي مقتل 70 مسلحا ممن وصفتهم بالخوارح، في إشارة إلى ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وذلك...

غرب إفريقيا والساحل

عثمان اغ محمد عثمان أدى هجوم شنته ميليشيات فاغنر الروسية برفقة عناصر من الجيش المالي، اليوم الثلاثاء، على السوق الأسبوعي لقرية “كيتا”، شمالي مالي،...

شمال إفريقيا

قاد العميد اغلس محمد أحمد، قائد الكتيبة 173 المشاة في أوباري، يوم الثلاثاء، مناورات عسكرية استباقية قوية، تهدف إلى تصدّي أي تهديدات محتملة من...