مع تفاقم الوضع في إقليم أزورد بشمال مالي شهد اقليم تينبكتو موجة نزوح جديدة، وذلك بعد تزايد حالات العنف الجنسي والاعتداءات على النساء في الإقليم.
ويصف النساء اللاجئات حالة الخوف والترقب التي يعيشنها، وتعتبر بعضهن استمرار البقاء في القرى خطرًا على سلامتهن وكرامتهن.
ووفقا لشهود عيان تحدثت معهم الرؤى الافريقية فإن الأسر العربية في قرية تشيليت تعرضوا للتهجير القسري والنهب من قبل الجيش المالي والمرتزقة، وذلك بسبب لون بشرتهم غير السوداء.
وقد وصل عدد كبير من اللاجئين الأزواديين إلى المخيم بعد استهداف الجيش المالي والمرتزقة قرية تشيليت، التي تسكنها عائلات عربية.
وخلال هذا الاعتداء، تم قتل عدد من الرجال واغتصاب عدد من النساء، مما زاد من الرعب والهلع بين النساء في إقليم أزواد.
صحيفة الـ”رؤى الأفريقية” حاورت وأجرت مقابلات مع عدد من اللاجئين في مخيم أمبره للاجئين الماليين في موريتانيا، للوصول إلى صورة قريبة من معاناتهم.
تعبر خديجة ولت محمد عن رفضها اللجوء إلى مخيم أمبره ورغبتها في الموت بكرامتها وشرفها في أرضها، ولكنها تشعر الآن بأنها لا يمكنها البقاء في مكان يمكن أن تتعرض فيه للاغتصاب.
أما أمينة محمد، التي وصلت مؤخرًا إلى مخيم أمبره، فتقول إن أقاربها، بما في ذلك النساء والأطفال وكبار السن، هُجِروا بسبب نهب الجيش المالي لثرواتهم وممتلكاتهم، وذلك بسبب لون بشرتهم غير السوداء، كانت تفكر في الموت في أي لحظة ولكنها لم تكن مستعدة لتعرض أقاربها وأفراد عائلتها للعنف والاغتصاب الذي تعرضت له النساء في قرية تيشيليت، وقد قررت مغادرة البلاد، لأنها تعتقد
أن الله سيردع هؤلاء الجناة عن ارتكابهم لهذه الجرائم المروعة.
محمد عبد الله، الذي وصل أيضًا إلى مخيم أمبره قبل يومين، يروي قصته قائلًا إنه “تاجر وامتلك محلات تجارية، ولذلك لا يستطيع ترك كل شيء والانضمام إلى المخيم الذي يفتقر إلى البنية التحتية والفرص التجارية، كانت زوجتي تفهم هذا الأمر وكانت تخشى الجيش المالي والمرتزقة الروس، ولكن بعد اغتصاب الجيش المالي والمرتزقة للنساء في تيشيليت وقتلهن، أصبحت زوجتي في حالة هلع ورفضت البقاء في تلك البلاد، وبالتالي، اضطررت لإرسال زوجتي وبناتي إلى المخيم، في حين أنني مظطر للعودة لإكمال أعمالي وسوف اعود إلى المخيم حتى يعود الأمان مرة أخرى الى مدننا في ازواد”.
وتواجه موريتانيا، كدولة فقيرة في غرب أفريقيا، تدفقًا كبيرًا من اللاجئين الهاربين من الصراع في مالي، مخيم “أمبره” الذي يقع على الحدود الموريتانية يستقبل آلاف النازحين الذين يسعون للحصول على الحماية والمأوى و يُعَتَبَر ملجأً آمنًا للعديد من اللاجئين الهاربين من ويلات الحرب والانتهاكات في مالي.