كانت آخر خطوات الخروج النهائي للقوات الأممية من مالي، في خطتها الأصلية تتضمن إجلاءها جوًا، إلا أن مالي منعت طائراتها من المغادرة إلى غاو، مما أجبرها على مغادرة المعسكر برًا.
وغادر آخر جندي من القوات الأممية كيدال صباح اليوم، وتوجهوا نحو مدينة غاو.
بالإضافة إلى ذلك، وصلت القوات التشادية الأممية إلى المعسكر الأممي في غاو بعد إخلاء معسكر أجلوك ومعسكر تسليت.
وتعتبر هذه الأحداث جزءًا من عملية انسحاب القوات الأممية من مالي بناءً على طلب الرئيس الانقلابي في باماكو.
وأعرب بعض سكان كيدال عن حزنهم لخروج القوات الأممية التي كانت تحاول حماية المدنيين، بينما يشير آخرون إلى تأثير خروجها على الاقتصاد المحلي والوظائف.
وأفاد مراسل الـ”رؤى الأفريقية” أن “القوات الأممية كانت تخطط لإجلاء قواتها من معسكر كيدال جوًا، لكن مالي منعت طائراتها من المغادرة من غاو بسبب رغبة مالي في تأخير انسحاب القوات الأممية من معسكر كيدال حتى تتسلمه المالية”.
ورفضت القوات الأممية الانتظار لعدم تورطها في أي جانب من جوانب الحرب، واضطرت لمغادرة المعسكر براً، ثم سيطر الجيش الأزوادي على معسكر كيدال وأجلوك.
وأكد مراسل الـ”رؤى الأفريقية” أن آخر جندي من القوات الأممية غادر كيدال صباحًا، متوجهًا نحو مدينة غاو في آخر خطوات الخروج النهائي من مالي”.
وقبل ذلك، قامت المنيسما بإخلاء معسكر تسليت، وبخروجها اليوم من كيدال، أصبحت المنيسما قد خرجت من ثلاثة معسكرات مهمة، ومع انسحاب آخر جندي أممي من كيدال، والتي تُعتبر عاصمة الثوار الطوارق، قد نفذت المنيسما رغبة الرئيس الانقلابي في باماكو الذي طلب من الأمم المتحدة إنهاء مهام بعثتها في مالي، وذلك بعد التعاقد مع المليشيات الروسية فاغنير.
وبعد هذا القرار يأسف السكان المدنيون في مالي لخروج القوات الأممية…
يقول عمر أغ أحمد، أحد سكان مدينة كيدال: “كان خروج القوات الأممية مؤسفًا لأنها كانت تحاول حماية المدنيين قدر المستطاع. ومنذ أن أنهت مهامها العسكرية قبل أشهر، تركزت فقط على إخلاء قواتها من مالي، وبدأ الجيش المالي والمرتزقة الروس بقتل المئات من المدنيين، وهذا ما دفع الانقلابيين للمطالبة بإخراج بعثة الأمم المتحدة المتعددة المهام من مالي، لأنهم يعتقدون أن القوات الأممية هي التي تقف بينهم وبين ابادة الطوارق والعرب وكبح الثورة وأن يصبحوا أبطالًا في أعين الجنوبيين العنصريين، وما حدث بقتلهم اليومي للمدنيين دفع أبناء أزواد للانضمام إلى الثورة، وهم يواجهون الجيش الأزوادي في صحراء لا تعرفها الجيش المالي والمرتزقة الروس”.
أما محمد أحمد، وهو أيضًا أحد سكان كيدال، فيقول: “خروج المنيسما من كيدال أفقد الشباب عشرات الوظائف المهمة التي كانوا يساهمون من خلالها في اقتصاد المدينة، والآن ليس لديهم سوى الهجرة أو الانضمام للحركات أو الجماعات المسلحة”.
يقول الطيب أغ أنتالا، رئيس جميعات المجتمع المدني: “كانت المنيسما أول شريك لجمعيات المجتمع المدني، حيث ساهمت في بناء البنية التحتية للمدينة ودعمت المشاريع الإنسانية ووفرت المياه، وكانت شريكًا في التعليم وكل ما يهم المدينة ويساعدها، ويعتبر خروجها خسارة كبيرة للمدينة والمنطقة بأكملها”.
يعتبر المدنيون هذا الانسحاب خسارة كبيرة بالنسبة للمدينة والمنطقة بأكملها، حيث كانت المنيسما تساهم في بناء البنية التحتية وتقديم الدعم الإنساني والمشاريع الاجتماعية والتعليم.