مقالات رأي

مقال رأي.. طعنة الظهر عزيمة للنصر

للكتاب عمر الانصاري


حين تسارع العالم إلى خذلان فلسطين والتطبيع مع الكيان الصهيوني المغتصب؛ مبررين ذلك بأعذار واهية.
فقال لي أحد الأصدقاء: لهم أعذار مثل كيت وكيت!
فقلت له: تلك الأعذار ينبغي لها أن تظل مقدرة منع من ظهورها ثقل التخاذل على نفس الرجل الشهم، فضلا عن المؤمن الأشم؛ وانشغال المحل بمقاومة الكيان المغتصب؛ وإزالة القرار المنتدب.
ومهما كانت تأويلات التطبيع لصالح، فلسطين؛ فليست بعذر بحال، إلا أن يكون تطبيعا من أجل ان تصبح عينا على الأعداء لصالح الأشقاء، وذاك وإن كان ممكنا أو موجودا فهو نذر يسير، والنادر لا يقاس عليه.
وفكرت في اعجاز حديث النبي عليه الصلاة والسلام: {تَرَى المُؤْمِنِينَ في تَراحُمِهِمْ وتَوادِّهِمْ وتَعاطُفِهِمْ، كَمَثَلِ الجَسَدِ، إذا اشْتَكَى منه عُضْو تَداعَى له سائِرُ جَسَدِهِ بالسَّهَرِ والحُمَّى}
فقلت الواقع المشاهد أن الجسد كما يسهر له جميع الأعضاء بالتوجع؛ فكذلك يأخذ بعضها أضعاف العزم عند الشلل؛ فمن فقد يدا كانت العزيمة والبركة في اليد المتبقية وكذلك من فقد البصر عوضه الله بدقة الادراك والسمع.
فقياسا على ذلك ارتايت مزيدا من عزم المقاومة على النصر، بعد تخاذل بعض البشر.
ولا شك أنه كلما قل المعين، أشتدت عزيمة طالب الحق، ولذلك لا يضيع حق وراءه طالب يصر على المطالبة به مستعينا بالصبر والحزم والعزم.
ولا شك أن طوفان الأقصى الذي نشاهده ليس سوى عزم المخلصين من الأمة لتحرير الأقصى، رغم كثرة المتخلفين والقاعدين.
وعملية طوفان الأقصى استثنائية في حجمها وتوقيتها وشموليتها، وسوت بالارض كبرياء الكيان الغاصب الظالم؛وأرعبت المستوطن، وأحرجت المطبع، وأثلجت صدور قوم مؤمنين.
وإن لم نسمها يوم الفرقان فتستحق أن يتم تمييزها بالفارقة.
فرقت بين الصفوف؛ استبشر المؤمنون بنصر الله؛ وذعر الصهيونيون والمتصهينون؛ والله نسأل “أَن یُتِمَّ نُورَهُۥ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَـٰفِرُونَ”
إنها الفارقة بين المحتل الذي لا يقهر؛ وبين الكيان الذي أذله عشرات من رجال المقاومة الأشداء بين منتصرين وشهداء.
إنها الفارقة في تاريخ المقاومة حقا فما بعد عملية طوفان الأقصى ليس كما قبلها.
بعد عملية طوفان الأقصى، يتم العد التنازلي لزوال الكيان الصهيوني، و قد يستمر لعقود أخرى ولكنه زائل لا محالة.
فالشكر لأبطال غزة على اداء واجب الكفاية عن الأمة؛ وإن كان ما زال الواجب قائما ينتظر المزيد من المخلصين من هذه الأمة النجيبة.
نسأل الله أن ينصر أبطال عملية طوفان الأقصى؛ وأن يتحرر الأقصى عاجلا غير آجل.
والله نسأل أن يكون هذا النصر موحدا للأمة الاسلامية حول قضاياها وبالأخص قضية الأقصى المبارك؛ أولى القبلتين وثالث الحرمين؛ ومسرى نبينا عليه الصلاة والسلام، فينبغي أن تتوحد الأمة الاسلامية جمعاء عربها وعجمها من جميع القارات لتحريرها.
وإن احتلال الأقصى المبارك؛ عار على البشرية كلها وخاصة الأمة الاسلامية.
فينبغي على دول التعاون الاسلامي اجبار الدول الأخرى بالاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس.
بدون الاعتراف العالمي بقضية فلسطين وقضايا الأمة الاسلامية جمعاء؛ يعيش العالم في ظلم وازدواجية معايير؛ لا يمكن أن تأتي بالعدل والسلام المنشود.
وعلى كل حال الأقصى منتصر بعز عزيز أو بذل ذليل؛ وعليك أيها القاريء أن تختار كفتك العز بعد النصر او الذل بعده.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

You May Also Like

الشرق الأوسط

لا يزال الحديث عن جماعة “الأحباش” الدينية في الأردن وتمددها وصعودها يثير العديد من التساؤلات عن حقيقة تلك الجماعة بين الفينة والأخرى، فمن هي...

غرب إفريقيا والساحل

كشفت جماعة نصرة الإسلام و المسلمين في مالي مقتل 70 مسلحا ممن وصفتهم بالخوارح، في إشارة إلى ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وذلك...

غرب إفريقيا والساحل

عثمان اغ محمد عثمان أدى هجوم شنته ميليشيات فاغنر الروسية برفقة عناصر من الجيش المالي، اليوم الثلاثاء، على السوق الأسبوعي لقرية “كيتا”، شمالي مالي،...

شمال إفريقيا

قاد العميد اغلس محمد أحمد، قائد الكتيبة 173 المشاة في أوباري، يوم الثلاثاء، مناورات عسكرية استباقية قوية، تهدف إلى تصدّي أي تهديدات محتملة من...

Copyright © 2021 AfricanPerceptions.org

Exit mobile version