مقالات رأي

أمواج طوفان الأقصى

للكاتب عمر مختار الانصاري


لكل طوفان أمواجه العاتية التي تأتي على كل شيء فتدمره تدميرا بالغرق والهدم والتفكيك.
-الموجة الاعلامية: أعتى الأمواج على الكيان الصهيوني هو الموجة الاعلامية النزيهة المحايدة؛ وقد حاولت بعض وسائل الاعلام الغربية المساندة له تزييف الحقيقة؛ فأفتضحت لدى مشاهديها؛ إذ ان المتابع المعاصر يستقي المعلومة من اكثر من مصدر؛ وغالبا يتابع وسائل التواصل الاجتماعي التي هرعت إليها الشعوب بعد تقييد الأنظمة الحاكمة لحرية وسائل الاعلام الرسمية.
فحاول الإعلام الغربي شيطنة المقاومة الفلسطينية فزعموا أن هناك مجزرة بشأن أطفال اليهود وذبح اكثر من اربعين وحرق جثثهم؛ فلم يجدوا سبيلا إلى ذلك حتى نشر رئيس حكومتهم المتطرفة صورة لجرو مريض أو كلب بحجم الجرو الصغير وكانت الصورة معدلة عبر الذكاء الاصطناعي لتصبح طكلب محترق.
احترت في تسمية ووصف ما نشره نتنياهو وأدعى انه جثة طفل مستوطن محترق.
هل هو طفلب أو طكلب؟
فاخترت النحت الأخير لأن واقع الصورة المنشورة أقرب إلى الكلب منها إلى الطفل وإن كان الاسمان اشتركا في “حرف اللام” غير أن الأفصح ان تفصل بينهما “الكاف” لتوضيح واقع المنشور.
على كل الطكلب المنشور سخر الله لكشف زيفه الإعلامي الأمريكي جكسون هينكلي؛ فما إن كشف زيف تلك الصورة حتى حظره نتنياهو على منصة إكس؛ ثم سعت حكومته وجمهورها لإلغاء حسابه.
فنشكر السيد جكسون على حياده؛ كما نشكر السيد إيلون ماسك على عدم استماعه لزخارف دعاوى الاتحاد الأوروبي حول حذف حسابات تعادي السامية حسب زعمهم.
ربما يرى القاريء الكريم أني اسهبت واطنبت فيما يخص الطكلب وقضيته التافهة فأقول له مهلا أيها الكريم.
أردت أن تعلم أننا نعيش في عالم يسوده الظلم وازدواجية المعايير بشكل مقزز ومقرف، في حين لم يجد المحتل الصهيوني ما يثبت مجزرة اطفاله ال40 المزعومة سوى ذاك الطكلب الأسود؛ وفي الوقت ذاته لدينا أكثر من 850 طفل فلسطيني بقطاع غزة قضوا نحبهم تحت القصف الغاشم على منازلهم دون سابقة انذار؛ فكيف لهذه الدول الظالمة أن تقنع مواطنيها الأحرار بأنها تدافع عن حقوق الطفل البريء وهم يتعامون عن الحقيقة ويتعاطفون مع الوهم والخداع.
ومن عتو موج الاعلام على الكيان المحتل أنهم يسعون في حجب بعض القنوات المحايدة والتضييق عليها بفلسطين المحتلة؛ كما يسعون لتقييد حرية التعبير بالأراضي التي تحت احتلالهم باعتقال كل من نشر شيئا يخالف هواهم.
فإلى كل من كان على ثغرة هذه الموجة أن يجدد اعصاره بين فينة واخرى ويضرب به جدار المحتل المتهالك.
ويجدر التنبيه بأن هناك حسابات كثيرة مستعربة على وسائل التواصل الاجتماعي من صنع الكيان المحتل؛ لخلق جمهور وهمي للتطبيع؛ وكذلك لبث الفتنة والكراهية بين صفوف العرب والمسلمين؛ فاحذروا أن تنطلي عليكم خططهم ومكرهم وخداعهم.

  • موج طوفان الشعوب الحرة الأبية:
    بغض النظر عن مسيرات الشعوب الاسلامية من جاكرتا بأندونسيا شرقا إلى طنجة بالمغرب غربا، فإن هناك مسيرات حاشدة بالبلدان الغربية ضد ظلم حكامها في الاصطفاف مع الظالم ضد المظلوم ولسان حالهم: “معك يا حليفنا ظالما أو مظلوما” فقد حشد الجماهير المضادة لهذا الظلم في كل من لندن وباريس ونيوروك وشيكاغو وبرلين وغيرها مدن الغرب منددة بالظلم الذي يمارس ضد سكان غزة وداعية إلى ايقاف النار ورفع الحصار وتنفيذ القانون الدولي في حقوق الانسان بالعيش الكريم ببلده وصد المحتل ولو بالعنف؛ وبعض شرطة تلك الدول حاولت فض تلك الاعتصامات بدون جدوى، كما فشلت في اقناع شعوبها بالتضليل الاعلامي؛ سوى ما شهدناه من مسن خرف انصاغ خلف ما ينشره ذاك الاعلام الهابط من تغطية معاكسة للواقع بفلسطين المحتلة فكان ضحيته الطفل الأمريكي من أصول فلسطينية بشيكاغو.
    فأمواج طوفان الشعوب المناصرة للعدل؛ تابع لأمواج الاعلام المحايد الهادف.
    فلذلك يجب على كل مقاوم للباطل والاحتلال أن يقاوم بما يملكه من قلم أو مال؛ لكي تتضح الحقيقة لكل ذي عقل، ولاشك أنه مهما مكث الظلم وطال، فمصيره للاضمحلال والزوال؛ وللحق وأهله نعم العقبى والمآل.

You May Also Like

الشرق الأوسط

لا يزال الحديث عن جماعة “الأحباش” الدينية في الأردن وتمددها وصعودها يثير العديد من التساؤلات عن حقيقة تلك الجماعة بين الفينة والأخرى، فمن هي...

غرب إفريقيا والساحل

كشفت جماعة نصرة الإسلام و المسلمين في مالي مقتل 70 مسلحا ممن وصفتهم بالخوارح، في إشارة إلى ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وذلك...

غرب إفريقيا والساحل

عثمان اغ محمد عثمان أدى هجوم شنته ميليشيات فاغنر الروسية برفقة عناصر من الجيش المالي، اليوم الثلاثاء، على السوق الأسبوعي لقرية “كيتا”، شمالي مالي،...

شمال إفريقيا

قاد العميد اغلس محمد أحمد، قائد الكتيبة 173 المشاة في أوباري، يوم الثلاثاء، مناورات عسكرية استباقية قوية، تهدف إلى تصدّي أي تهديدات محتملة من...

Copyright © 2021 AfricanPerceptions.org

Exit mobile version