مشاهد الحرب والإبادة والحرق المتصورة في القرى المحروقة في نمپالا بالقرب من الحدود الموريتانية على يد الجيش المالي ومليشيات فاغنير الروسية لا تعكس إلا ما صارعته تلك القرى من لحظات مروعة للموت والدمار.
وتنقل لحظات الخوف والرعب والتشرد الذي عاشه سكانها، إذ دمر كل شيء فيها بطريقة عنيفة دون مراعاة أي قوانين ولا إنسانية.
جسدت المشاهد المصورة القرى المحروقة بآثارٌ غائبةٌ عن الحياة، حيث تظهر المنازل والمباني المحترقة كأطلال وعلى الأرض تفترش المواشي التي أنفقت جراء الحرائق ولا يسمع سوى صوت حمل صغير وكأنه الناجي الوحيد من تلك المحرقة.
وتوثق المشاهد التلاعب بالنيران بشكل عشوائي ومدمر واحتراق البيوت والهياكل العائلية الضعيفة وتحويلها إلى رمادٍ وحطام.
وتظهر الصور بقايا المباني المحترقة والأنقاض المتفحمة، وتعكس المشهد القاسي للممتلكات المحطمة والمنازل التي أصبحت أماكنًا مهجورة ومشوه.
ولم يكتفي الجيش بالقيام بأعمال عنف عشوائية بل تمادى إلى التعمد بربط شخص بدراجاته وحرقه حيًا، ما يعكس مدى القسوة والوحشية في تصرفات الجيش والمليشيات المذكورة.
تلك الجثث المحروقة المرمية على الأرض تشهد على حجم المأساة التي تعرض لها السكان وتُظهر تعرضهم للتعذيب والقتل الوحشي، وآثار التشويه والتفحم بشكل كبير، مما يجعلها غير معرّفة.
لا يمكن إغفال أهمية التعامل اللائق والاحترام الكامل للجثث المحروقة، فهي تمثل ضحايا هذه الأحداث والحرب الراهنة في مالي.
ولكن بعد تلك المشاهد الصادمة التي نقلت بدقة الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيين في مالي يجب أن يتم التوقف والبحث الجدي عن الخطوات التي يمكن اتخاذها لتحقيق العدالة والمساءلة لمرتكبي هذه الجرائم؟