تناقلت وكالات الأبناء العالمية خبر مصرع رئيس فاغنر يفغيني بريغوجين، بعد سقوط طائرته أثناء قيامها برحلة بين موسكو وسان بطرسبيرغ، وكان بريغوجين قد ظهر في فيديو قبل أيام من الحادث في الصحراء الافريقية، حاملا سلاحه، في صورة تحمل عدة رسائل، غير تلك التي تحدث فيه عن نشاط المليشيا في إفريقيا ودورها في حفظ الأمن، إضافة لتناوله صعوبة الأحوال الجوية في الصحراء.
المهمة والظهور الأخيرين:
ومن خلال محاولتنا لفهم الأحداث، وتحديد توقيت وصول بريغوجين إلى إفريقيا أكدت لنا مصادر شديدة الاطلاع أن طائرة تابعة لمليشيا فاغنر نقلت ضابطا رفيعا جدا من المليشيا إلى باماكو قبل أيام من نشر قائد فاغنر للفيديو، وكانت “رؤى إفريقية” قد أشارت إلى وصول تلك الطائرة، التي يرجح المصدر أنها هي التي حملت بريغوجين إلى العاصمة المالية مالي، ثم إلى الصحراء، يكون أخر ظهور له فيها.
ويضيف المصدر: إذا أمعنا النظر في التفاصيل الجغرافية الظاهرة في الفيديو، يمكننا التأكيد أنه تم تصويره في إحدى دول الساحل الافريقي، وهذا يرجح تواجده في مالي، كونها البلد الذي تتواجد فيه المليشيا بشكل رسمي.
يؤكد هذه الفرضية ما تسرب من معلومات مصادر أخرى عن قيام بريغوجين بزيارة إلى مليشيات “الدوغون” في وسط مالي، سعيا منه إلى أنشاء كتيبة محلية منهم تابعة لمليشيا فاغنر في مالي.
إشعال فتيل الحرب
وفي ذات الشأن سألنا عبد الله دابو المهتم بالشئون الأمنية في الساحل عن سبب اندلاع أعمال العنف في هذه الأيم بالتحديد فأجاب:
إنها المرة الأولى منذ دخول فاغنر إلى مالي دخل معركة قتالية في ” أزواد” شمالي مالي، ضد الحركات الأزوادية الموقعة مع مالي على اتفاق الجزائر، حدث ذلك الاسبوع الماضي، وهذا تطور في عمل المليشيا، لا يمكن أن يكون اجتهادا، الأمر الذي يرجح أن بريغوجين هو من أعطى الأوامر أثناء تواجده في أرض المعركة، لتنفيذ إحدى المهام التي من أجلها دخل فاغنر إلى مالي، وهي إخضاع الحركات الأزوادية لسلطة الأمر الواقع، وإعادة النفوذ المالي إلى مناطق الشمال.
الهدف هو إخضاع الحركات
يضيف دابو: المشكلة بين مالي من جهة وفرنسا والقوات الأممية من جهة رفضهم محاربة الحركات الازوادية، والاكتفاء بحرب الجماعات الجهادية، لذلك طلبت منهم مالي المغادرة، واستبدلتهم مالي بمليشيات فاغنير لتقوم هذه الأخيرة بقمع الحركات الانفصالية، وانتزاع المناطق الواقعة تحت سيطرتهم، وإعادتها إلى نفوذ الدولة المالية، في مقابل فتح مناجم الذهب أمام فاغنر، وهذا ما يجعلنا على يقين أن بريغوجين قدم إلى مالي لإعطاء إشارة البدء العملية لتنفيذ الاتفاق، وإعطائها الزخم اللازم.