صورة لعائلة اختطفت مليشيات الفاغنير و الجيش المالي معيلها الوحيد وهناك انباء على انه تم اعدامه
لم يكن، عبد الله أغ ابكلا من قبيلة كلنصر، الرجل الثمانيني المصاب بالجنون، بعد تأثره النفسي، بفظاعة المجازر المرتكبة بحق أهله وجيرانه.. ولا التاجر الأزوادي هما ولد سيدي أول مدنيين يفقدان حياتهما على يد مليشيا فاغنير الروسية المدعومة من قبل الجيش المالي والمفوضة من طرف حكومة باماكو.. وكل المؤشرات تدل على أنهما لن يكونا الأخيرين.
فقد أفاد ايوب اف شمد، نائب رئيس منظمة اموهاغ الدولية لحقوق الانسان، أن الرجل المسن قُتل قبل أيام على يد فاغنر و الجيش المالي في قرية إيناچتفان.
وفي قرية كوبو 70 كلم من مدينة كورو في سط مالي، التي دخلها الضحية هما ولد سيدي برؤوس من الإبل باعها في سوق القرية، كان هنالك من يترصده ليستولي على مبلغ 20 مليون فرنك سيفا كانت بحوزته ويقتلوه بدم بارد على أنغام قهقهاتكم الساخرة، بحسب ما ؤوى شهود عيان لوكالة “الرؤى الإفريقية”.
الشهود، وأغلبهم أقارب ضحايا مليشيات الفاغنير الروسية ووحدات الجيش المالي المرافقة لها، وصفوا قتل المدنيين وأخذ اموالهم بأنه أصبح حدثا يوميا روتينيا، بحسب تعبيرهم.
يقول احمد علي، وهو احد الذين اعتقلهم الجيش المالي و مليشيات الفاغنير قبل ثلاثة اشهر في قرية كيتا، وقدم أقاربه فدية بمبلغ خمس ملايين سيفا لآطلاق سراحه، يقول: “لقد كان يوم سوق اسبوعية عادي عندما رأينا طائرات هليكوبتر فوقنا، اطلقوا النار عشوائيا على من في السوق وجرح عدد من الناس، وعندما تأكدوا ان السوق ليس فيها مسلحون، حيث لم يتم الرد على نيرانهم بالمثل، نزلوا وقاموا بجمعنا في ساحة السوق ودخلوا المحلات التجارية وأخذوا كل ما فيها من اموال وفتشونا واخذوا ما في جيوبنا، وأنا اخذوا كل ما أملك (مليونين ونصف مليون سيقا)، بل وبعض ودائع الناس اخذوا مني مليونين ونصف سيفا”.
ويضيف أحمد علي: “قاموا باختطاف ثلاثة أشخاص كنت من ضمنهم، مطالبين بدفع الفدية لإطلاق سراحنا”، واصفا الفاغنر وقوات الجيش المالي بأنهما “أسوأ مليشيات اجرامية عرفتها القارة الافريقية”، على حد قوله.
أما محمد اغ الفقي، القيادي في احدى الحركات الازوادية الانفاصلية، فيقول: “الجيش المالي ليس لديه ما يدفع به لمليشيا الفاغنير الروسية لذلك خصص لهم فرقة من الجيش ترافقهم لينهبوا تجار ومساكين العرب و الطوارق والفلان، وقد كسبوا من ذلك الملايين يوميا وقتلون بسبب ذلك عشرات المدنين يوميا”.
وبدوره يرى الناشط الحقوقي ونائب رئيس منظمة اموهاغ الدولية وأحد مؤسسيها، أيوب آغ شمد، أن “الناس فعلا تعبوا وتضرروا من تصرفات مليشيات الفاغنير، ونحن في منظمة اموهاغ الدولية نددنا بافعالهم مرارا و تكرارا وطالبنا بإيقافهم عند حدهم”.
بينما يتساءل الصحفي المتخصص في شؤون الجماعات المسلحة في الساحل الافريقي، عثمان الشريف، قائلا :” مليشيات الفاغنير الروسية لا تقوم باي شيء سوى قتل المدنين ونهبهم، وهي اصلا ليس لديها دور محدد، فهي لم يسبق ان هاجمت غير المدنين بهدف نهب اموالهم، والحقيقة ان ما اعلن عنه انها جاءات لمحاربة الجماعات الجهادية لا اساس له فهي تتحاشى التواجد في مناطق تواجد تلك الجماعات”، كما يقول.
وأضاف الشري أن سبب تواجد تلك المليشيات هو ان “الانقلابيين يعتقدون انها وسيلة ضغط على الدول الاوربية التي تنافس روسيا على القارة لكي تقدم اوروبا تنازلات عن موقفها ضد الانقلابات، وهذا يكاد ينقلب على الحكومة العسكرية في باماكو حيث انها تكاد تفتح على نفسها حربا داخلية بينها و بين المكونات المستهدفة من تلك المليشيات التي يقودها اقرب ضباط الجيش الى حكام البلاد … “.
وكانت منظمة ايموهاغ الدولية قد نشرت، قبل عامين، نداء بشأن فظاعة الاختفاء القسري اليومي في مالي، لكن كل هذه الفترة فإن المراقبين يرون أن الوضع لم يتغير، بل على العكس من ذلك، فقد تفاقمت المجازر والنهب في صفوف الطوارق والعرب والفلان بشكل فظيع، وسط دبلوماسي وإعلامي في المنطقة وفي العالم أجمع.