كيدال/ عمر الانصاري
شهدت مدينة كيدال، اليوم الأربعاء، اجتماع وفد الوساطة الدولية المنبثقة عن اتفاق الجزائر، التي تترأسها الجزائر لكونها الراعي الأول لاتفاقية السلام بين مالي والحركات المسلحة.
بدأ النقاش بمداخلة رئيس المجتمع المدني في كيدال السيد الطيوب آغ اينتالا، الذي قدم عرضا مفصلا عن مشاكل المدينة، مؤكدا عدم وجود بنية تحتية من طرق معبدة ومياه شرب وكهرباء، ملفتا النظر إلى غلاء الأسعار نتيجة لإغلاق المدينة حدوديا، فلا منافذ بحرية ولا جوية.
وتميزت مداخلة السيد الطيوب آغ اينتالا بتجاهل تام لممثلي حكومة مالي في الاجتماع، فلم يرحب بهم ولم يشكرهم، كما هو الحال في هذا النوع من الاجتماعات.
كما تحدث الأمناء العامون للتنسيقية الذين خلى حديثهم من النبرة الدبلوماسية هذه المرة، وألقوا باللوم على لجنة الوساطة، حيث قال السيد بلال آغ الشريف إن المجتمع الدولي إذا لم يستطع إرغام الطرف الآخر، يعني مالي، على تطبيق الاتفاق، فعليه إيجاد وسيلة أخرى “ونحن لا نستطيع أن نبقى على هذا الحال وقتا أطول مما مضى”، بحسب تعبيره.
أما السيد العباس آغ اينتالا، فأكد أن الاتفاق “هو الذي جعلنا ماليين، إذ نحن الآن ازواديين بسبب عدم تطبيقه”، على حد قوله.
ولم تخل مداخلات السفراء والدبلوماسيين الضيوف من إبداء المخاوف من أن تكون تنسيقية الحركات الأزوادية قد أخلت بطرفها من الاتفاق، مشيرين إلى أنهم سيقدمون اقتراحات ستكون محل نقاش خلال اجتماع موسع للوساطة سيعقد لاحقا، حيث سيتم خلاله وضع النقاط على الحروف للخروج بنتائج مرضية للطرفين، كما قالوا، لكنهم موعدا زمنيا للاجتماع المزمع ولا أين سيعقد.
واعتبر القاسم وان، رئيس بعثة الأمم المتحدة في مالي، أن وجود البعثة الأممية بات على المحك نظرا لعدم تطبيق الاتفاق، موضحا أن بقاءها ربنا لن يستمر طويلا.
وكان وفد الوساطة قد وصل إلى مدينة كيدال صباح اليوم الأربعاء، 1 فبراير 2023، من أجل عقد اجتماع رفيع المستوى للوساطة تشارك فيه مختلف الأطراف المعنية بالصراع.
وقدم الوفد إلى كيدال استجابة لدعوة “سيما” إلى عقد اجتماع في مكان محايد، وحضر الإجتماع كل من:
- رئيس المنيسما في مالي
- نائب السفير الألماني
- سفير بوركينا فاسو
- سفير الجزائر
- سفير تشاد
- سفير فرنسا
- سفير بريطانيا
- ممثل الإتحاد الإفريقي
- ممثل الإتحاد الأوروبي
- سفير أمريكا.
- رئيس المنيسما في مالي
- نائب السفير الألماني
- سفير بوركينا فاسو
- سفير الجزائر
- سفير تشاد
- سفير فرنسا
- سفير بريطانيا
- ممثل الإتحاد الإفريقي
- ممثل الإتحاد الأوروبي
- سفير أمريكا.
وكانت مجموعة الوساطة الدولية في مالي قد عبرت، خلال اجتماع عقدته سبتمبر الماضي في الجزائر العاصمة، عن ارتياحها لنتائج الدورة السادسة رفيعة المستوى للجنة متابعة تنفيذ اتفاق السلم والمصالحة في مالي.
وقالت وزارة الخارجية الجزائرية، في بيان بختام فعاليات الدورة السادسة، إن ارتياح مجموعة الوساطة الدولية تناول بشكل خاص اللقاءات الرسمية وغير الرسمية المرتقبة في الأسابيع المقبلة والرامية إلى تهيئة الظروف المؤاتية للاستئناف الفعلي والمتوافق عليه لتنفيذ الاتفاق والعودة إلى السلم والاستقرار في هذا البلد.
وأشارت الوزارة الى أن “الاجتماع شهد تبادلا صريحا وشفافا حول التقدم المسجل وما تبقى من تحديات يتعين على الأطراف في مالي رفعها من أجل استكمال تحقيق أهداف الاتفاق خلال فترة الانتقال الحالية”.
وأوضح البيان أن “الدورة سمحت كذلك بتقييم مسار تنفيذ اتفاق السلم والمصالحة في مالي المنبثق عن مسار الجزائر”، حيث أكد المشاركون “دعمهم المتواصل للأطراف المالية في طريقهم نحو السلم والمصالحة”.
ولفتوا إلى “ارتياحهم للديناميكية الجديدة التي يشهدها مسار تنفيذ الاتفاق بفضل استئناف نشاطات لجنة متابعة تنفيذ اتفاق السلم والمصالحة في مالي”، حيث اغتنم المشاركون الفرصة “للاشادة بدور الجزائر المهم بصفتها قائدة الوساطة الدولية ورئيسة لجنة المتابعة وبلدا جارا ظل على الدوام ملتزما بقوة في إيصال مسار السلم والمصالحة، بحسب تعبير البيان.