كشفت جماعة نصرة الإسلام و المسلمين في مالي مقتل 70 مسلحا ممن وصفتهم بالخوارح، في إشارة إلى ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وذلك خلال معارك دارت بين الطرفين يومي الخميس والجمعة نهاية شهر أكتوبر المنصرم في مناطق اماكرا واینیکر وايغزراغن وتاملت.
وقالت الجماعة، في بيان صحفي، إنها استدرجت في اليوم التالي للمعركتين مجموعة من الدواعش “حيث وقعت معركة كبيرة قتل فيها العشرات من الخوارج واستشهد ما يقارب 30 من إخوانكم المجاهدين كان من ضمنهم الإخوة الانغماسيون”، بحسب تعبير البيان.
وتطلق جماعة نصرة الإسلام والمسلمين مصطلح الانغماسي على مقاتلها الذي يخاطر بمداهمة العدو من أجل شق صفوفه، معرضا نفسه للموت في سبيل تحقيق النصر.
ودعت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين جميع المسلمين ل”التصدى لهؤلاء الغلاة المارقين ومن أعانهم على فسادهم و إجرامهم في الأرض حيث لم يتركوا دما و لا مالا و لا عرضا إلا واستحلوه”، على حد وصفها.
وأكد البيان أن من وصفهم بالمجاهدين من جماعة نصرة الاسلام و المسلمين قاموا “بحملة عسكرية من أجل الدفاع عن المسلمين
الذين سفکت دماؤهم و أخذت أموالهم واستبيحت أعراضهم من قبل عصابات الخوارج”.
ويقول السيد حسين آغ عيسى، الصحفي المتخصص في شؤون الصحراء والجماعات المسلحة في الساحل والصحراء، إن الصراع بين داعش وجماعة نصرة الإسلام و المسلمين يحتدم من أجل بسط النفوذ والزعامة، خاصة بعد اعلان داعش حربها ضد السكان المحليين، مشيرا إلى ذلك أثر وبشكل سلبي على الوضع الأمني بحيث ارتفع عدد الضحايا المدنيين في الآونة الأخيرة.
وأضاف آغ عيسى، في تصريح خاص لafricanperceptions، قائلا :”لا شك بأن خروج القوات الفرنسية من المنطقة جعل الجماعات الجهادية تفكر في الانتشار و توسيع نفوذها جغرافيا في جلّ المناطق الصحراوية ذات طبيعة قاسية”، موضحا أنه “يصعب على القوات الأمنية السيطرة على الوضع هناك بحكم أبعاد كثيرة، منها، المناخ والتركيب القبلي إضافة إلى التحالفات المحلية”.
ونبه آغ عيسى إلى أن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين سبق لها أن جعلت داعش وراء المثلث الحدودي بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو واعادت ترتيب نفسها هناك، نافيا بأن يكون لديها مكان آخر غير الأراضي النيجرية لإعادة ترتيب صفوفها، “سيما وان النصرة لديها حاضنة شعبية واسعة في المنطقة تزداد يوما بعد آخر منذ ان أعلنت حربها على داعش التي يراها الإنسان البسيط مكينة قتل وتدمير بسبب مجازرها في حق هؤلاء السكان المحليين”، بحسب تعبيره.
