دعت منظمة “سام” الحقوقية، اليوم الاثنين، المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات فورية لتوفير الحماية لأطفال غزة،
حيث يموت كل عشر دقائق طفل فلسطيني، وذلك بالتزامن مع “اليوم العالمي للطفل” الذي يوافق 20 نوفمبر من كل عام.
وأكدت منظمة سام للحقوق والحريات، أن الأطفال في قطاع غزة هم المتضرر الأول من عدوان الاحتلال منذ 8 أكتوبر الماضي، والذي طال كافة القطاعات الأساسية والحيوية في القطاع المحاصر.
ولفتت إلى أن “انتهاكات واعتداءات الجيش الإسرائيلي كان لها التأثير الأكبر في تهديد حقوق المدنيين الفلسطينيين وخاصة الأطفال، دون أن يكون هناك تحرك دولي حقيقي يوفر لتلك الفئات الخاصة الحماية الكاملة التي أوجبتها القوانين والمواثيق الدولية”.
وقالت المنظمة في بيان أصدرته اليوم الاثنين، بالتزامن مع “اليوم العالمي للطفل” الذي يوافق 20 نوفمبر من كل عام، إن “ما ترصده المنظمات الحقوقية، والهيئات الأممية، من انتهاكات متعددة بحق الأطفال يرقى لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”.
وتفصح الأرقام التي أعلنتها وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، عن ارتفاع كبير وخطير في الانتهاكات الموجهة نحو الأطفال، حيث بلغ عدد الأطفال الذين تم قتلهم بفعل الغارات الإسرائيلية 5500 طفل من أصل 13000 فلسطيني تم قتلهم منذ 7 أكتوبر، فيما أُصيب أكثر من 9000 طفل نصفهم إصابات خطيرة بحاجة للعلاج في الخارج.
وعلى مستوى المأوى والسكن اللائق حرم مئات الآلاف من الأطفال من السكن، وأصبحوا في العراء، بعد أن فقدوا منازلهم بصورة كلية أو جزئية، أدى القصف الإسرائيلي العشوائي إلى التدمير الكلي لحوالي عشرة آلاف مبنى سكني بما في ذلك ٤٣٠٠٠ وحدة سكنية دمرت بشكل كامل ، بالإضافة لأكثر ٢٢٥٠٠٠ وحدة سكنية دمرت بشكل جزئي.
وتبين التقارير أن “نسبة المباني التي دمرت كليا او جزئيا أو تضررت لغاية الوقت الحالي تشكل حوالي 45% من مجمل المباني في قطاع غزة”.
وتؤكد الأرقام الصادرة من مكتب الاعلام الحكومي في غرة، إلى أن أكثر من 1.5 مليون شخص في غزة باتوا مهجرين. ومن بين هؤلاء 813,000 مهجر يلتمسون المأوى في 154 مركز إيواء تابع للأونروا. وتستوعب مراكز الإيواء التابعة للأونروا أشخاصًا تفوق عن قدرتها الاستيعابية المقررة بكثير.
وعلى المستوى النفسي، يعاني أطفال غزة من صدمات نفسية، وحالات هلع متكرر، بسبب القصف، ومشاهد القتل والإصابات اليومية، مما يخلق صعوبة كبيرة في احتمالية تعافي الأطفال المصابين بالضغوطات النفسية وحالات الهلع المتكررة.
وأكدت “سام” على أن ما أوردته في بيانها هو جزء بسيط من حجم وفظاعة الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون في قطاع غزة لا سيما الأطفال، معبرة عن خشيتها من انهيار ما تبقى من منظومات أساسية داخل القطاع في ظل استمرار صمت غير مبرر ومقلق من جانب المجتمع الدولي الذي يتخذ موقف المتفرج مما يحدث لأطفال قطاع غزة.
وشددت “سام” على أن “الوضع الذي يعيشه أطفال قطاع غزة مقارنة بأقرانهم في دول العالم يعكس حجم التهديد الحقيقي الموجه لأولئك الأطفال، مؤكدة على أن الطفولة الفلسطينية تم انتهاكها من عدة جوانب من حيث الحق في الحياة والأمان والسلامة الجسدية، إلى جانب انتهاك حق الطفل الفلسطيني في العيش بين أفراد أسرته”.
وذكرت المنظمة الحقوقية أن “ما يجري من انتهاكات واعتداءات مستمرة من قبل الجيش الإسرائيلي تشكل انتهاكا خطيرا وصريحا للقواعد القانونية الدولية التي نصت على الحماية الخاصة المقررة للأطفال لا سيما الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهدين الدوليين الخاصين بالحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية إضافة لاتفاقية حقوق الطفل واتفاقيات جنيف لا سيما الرابعة وقواعد لاهاي المنظمة للنزاعات المسلحة وميثاق روما المشكل للمحكمة الجنائية الدولية”.
كما شددت المنظمة على أن “استمرار الدور السلبي للمجتمع الدولي والصمت اللاأخلاقي واللاإنساني تجاه ما يحدث من مجازر ضد الأطفال والمدنيين في قطاع غزة بمثابة ضوء أخضر لآلة القتل الإسرائيلية للإمعان في جرائمها وانتهاكاتها، مؤكدة على أن المجتمع الدولي شريك أيضًا في تلك الجرائم نظير صمته وموقف حكوماته التي تعطي لإسرائيل الحق في قتل الأبرياء بحجة الدفاع عن النفس”.
وطالبت المنظمة بـ”ضرورة تحرك المجتمع الدولي بكافة مكوناته من مؤسسات أممية ودولية ومؤسسات حماية الطفولة والضغط على إسرائيل لوقف هجماتها العسكرية بشكل فوري دون أي اشتراطات والعمل على فتح ممر دولي آمن لضمان دخول المساعدات الإنسانية والمستلزمات الطبية”.
وطالبت الأجهزة القضائية الدولية لا سيما المحكمة الجنائية الدولية بتسريع وتيرة عملها وفتح تحقيق عاجل في جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي ضد أطفال ومدنيين قطاع غزة والعمل على تقديم قيادات وجنود الجيش الإسرائيلي للمحاكمة نظير ما ارتكبه من مجازر يندى لها جبين الإنسانية.