كيدال : عمر الانصاري
أكدّ العباس أغ انتالا الأمين العام للمجلس الازوادي الأعلى و الرئيس الحالي لتنسيقية الحركات الازوادية في اقليم ازواد شمال مالي (سيما) في لقاء خاص مع “africanperceptions” أنّ خروج القوات الفرنسية و الأوروبية من مالي قد يفسح المجال للجيش المالي و مجموعة الفاغنر الروسية بارتكاب جرائم وعمليات إبادة جماعية وتردي الأوضاع الحقوقية في البلاد، مبدياً تخوفه من قيام الجيش المالي و مليشيات الفاغنر من إقدامهم على إبادة قرى عن بكرة أبيها، وخاصة تلك التابعة للطوارق و الفلان بحجة أنّ بعض الفلان و بعض الطوارق منخرطون ضمن الجماعات الجهادية.
وعن احتمالية نشر الجزائر لقواتها في مالي أعرب اغ انتالا، عن عدم قلقه من أي تواجد عسكري للجزائر في اقليم ازواد التي تعدّ من أهم الدول الراعية للاستقرار في مالي، مستبعداً من أنّ الجزائر قد تتواجد عسكرياً في مالي في الوقت الراهن حيث أنّ تواجدها لن يضر المنطقة على حد قوله.
وفيما يتعلق باتفاقية السلام الموقعة بينهم وبين الحكومة المالية، يرى الرئيس الحالي لتنسيقية الحركات في كيدال، أنّ عدم تطبيق اتفاقية السلام بين مالي والحركات المسلحة سوف يزيد من قوة الجماعات الجهادية ومن عمليات تدفق الهجرة، كما سيؤدي عدم تطبيقها إلى تردي الأوضاع الأمنية على المستوى الدولي بشكل عام وعلى مستوى دول الساحل الافريقي على وجه الخصوص.
ورأى اغ انتالا أنّ الجيش المالي يسيطر عليه في الوقت الحالي فريق لا يهتمون إلا بمصالحهم الشخصية الخاصة ويعتبرون الدولة ملكية خاصة.
نص المقابلة التي أجراها عمر الانصاري لصالح موقع “africanperceptions” :
- سبع سنوات على توقيع اتفاقية السلام بين الحكومة المالية والحركات المسلحة.. لماذا تأخر تنفيذ الاتفاقية وما مصيرها؟
السيد العباس اغ انتالا: نحن عندما وقعنا على الاتفاقية مع دولة مالي كانت الحكومة تظن بأنّ الحركات الأزوادية سترفض الاتفاقية لذلك وقعت الحركات على الاتفاقية لتظهر خيانة الحكومة بعد أن وقعنا الاتفاقية التي فشلت في تنفيذها، ولم تتمكن حتى من تعليم شعبها، حيث تأتي أهمية هذه الاتفاقية على المستوى المحلي والاقليمي ولها أهمية كبيرة على مستوى مالي بأكملها وليس على مستوى أزواد فقط. وفي الحقيقة ليس هناك شي مخصص لمنطقة أزواد عن بقية ولايات مالي غير صندوق التنمية فهو فقط ما تمّ تخصيصه للمنطقة، أما بقية البنود فكل ولايات مالي متساوية فيها مثل أن تكون هناك ولاية لديها قوة عظمى وأن يكون فيها جيش يستطيع حماية الوطن والتصدي لمرتكبي الجرائم.
*كيف أثر خروج القوات الفرنسية والأوروبية من المشهد المالي على الوضع في الشمال؟
السيد العباس اغ انتالا: خروج القوات الفرنسية و الأوروبية في هذه الأوضاع الأمنية المتردية سيسبب أزمة على مستوى حقوق الانسان بحيث قد يشجع ذلك الأمر على ارتباط الجيش المالي بمرتزقة شركة فاغنر الروسية، وعلى ممارسة انتهاكات حقوقية ومجازر، فعلى سبيل المثال قد يأتوا إلى أحد القرى ويعملوا على إبادتها ويحتجوا بأنّ هذه القرية تابعة للفلان فيبيدونها عن بكرة أبيها تحت ذريعة أنّ بعض الفلان متواجدين مع الجهاديين ويدعمونهم، وكذلك الأمر لقرى أخرى للطوارق أو العرب بحجة أنّ هناك أيضاً بعضهم يدعمون أو يتعاملون مع الجهاديين أو غيرهم من المكونات، وبالتالي فإنّ هذه الذريعة ستعمل على تعزيز سياسة الانتقام من الجماعات الجهادية التي تقاتلهم لتصل إلى حد قتل الأطفال و النساء وخاصة بعد خلو الجو لهم بعد خروج القوات الفرنسة و الأوروبية من مالي.
*ما التحدي الذي صاحب انتشار قوات فاغنر الروسية في مالي؟، وكيف تتعاطى الحركات المسلحة مع الوضع الجديد؟
السيد العباس اغ انتالا: نحن نعتبر مجموعات فاغنير مجرد مليشيات تابعة للجيش المالي ولا نتعامل معهم، وأي مشكلة أو خطأ نراها على وشك الحدوث تجاه الحركات الأزوادية ستكون محسوبة على الجيش المالي ولن نحسبها على تلك الميلشيات لأنّها في الحقيقية ميليشيات تابعة للجيش.
*كيف تنظرون لتعديل البند الخاص بإرسال قوات جزائرية خارج الحدود في الدستور المعدل وهل تمهد الخطوة لدخول الأراضي المالية؟، وما ردكم عليها إن حدثت؟
السيد العباس اغ انتالا: الجزائر من البلدان الراعية لاتفاق السلام والمصالحة الوطنية ومن المفترض أن تكون الجزائر أول من يحترم الاتفاقية بدلاً من الجهات الأخرى، ومن هنا لا يوجد لدينا أي قلق من دخول القوات الجزائرية للتراب الوطني ولا نظن بأنّ الجزائريين سيدخلون المنطقة وان دخلوا ذلك لن يضرنا بشيئ.
*هل تأثرت المنطقة وتنسيقية الحركات المسلحة بهذه التغيرات الأمنية؟، وكيف؟
السيد العباس اغ انتالا: كل تلك التغييرات لم تقلق الحركات الأزوادية منها سوى تأخر تنفيذ اتفاق السلام والمصالحة الوطنية المنبثق عن مسار الجزائر بين الحكومة المالية والحركات المسلحة، لذلك خاب ظن الكثير من أبناء الوطن وخرجوا منه وهاجروا، واتجه بعضهم للانخراط في الجماعات الجهادية لأنّ الوضع الحالي لم يغير لهم أي شيء.
*هل يمكن لاتفاقية 2015، إذا ما كتب لها التنفيذ، أن تساهم في استقرار مالي؟، وما آليات تحقيق ذلك الاستقرار؟
السيد العباس اغ انتالا: مما لا شك فيه أنّ الاتفاقية عندما وقعتها الجبهات كانت غير موافقة عليها والحكومة المالية عندما وقعت على الاتفاقية ظنت أنّ الحركات وقعت في فخها وأنّ الحركات لن توقع على الاتفاق، فهذه الاتفاقية تعتبر مكسب وحظ كبير لمالي إذا قامت بتطبيقها وإذا لم تطبقها سيؤدي ذلك إلى شيء لا تحمد عواقبه وقد يكون ذلك هو ما يفضله الأزواديين ولن يضرهم شئ.
*هل من رسالة أخيرة توجها إلى العالم؟
السيد العباس اغ انتالا: أحيي الجميع ونريد من كل من يتمنى الخير لهذا التراب أن يساعد في استقراره، وكل من يتمنى له السلام سواءً من الدول المجاورة أو من الدول التي تساعد وتساند الشعب، فلو لم يتحقق الاستقرار في الوطن لن يستقر الساحل كله نريد منهم أن يقومون بالمساهمة بقدر استطاعتهم لتطبيق الاتفاق ويساعدوا في تنفيذ ما بعد الاتفاق أيضاً، ويجب أن يكون كل ذلك تحت الرعاية و المتابعة الدولية لأنّ تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية في المنطقة يمس العالم كله ودول الساحل تحديداً، وأن لا يكون ذلك تحت مسؤولية مالي فقط، خاصة أنّ الجميع يرى أنّ مالي في هذه الفترة تحت سيطرة فريق كمجموعة عسكرية أو سياسية لا تلقي بالاً إلا لمصالحها ولا تعير اهتماماً للمستقبل، وهؤلاء يتكونوا من عدة أشخاص يعتبرون مالي ملكيتهم الخاصة يعطون منها من يريدون ويمنعون عمن يريدون، وهذه العقلية يجب أن تتغير في الوطن ليستقر وإذا لم تتغير يجب أن يبحث العالم عن حل بديل.
وعن احتمالية نشر الجزائر لقواتها في مالي أعرب اغ انتالا، عن عدم قلقه من أي تواجد عسكري للجزائر في اقليم ازواد التي تعدّ من أهم الدول الراعية للاستقرار في مالي، مستبعداً من أنّ الجزائر قد تتواجد عسكرياً في مالي في الوقت الراهن حيث أنّ تواجدها لن يضر المنطقة على حد قوله.
وفيما يتعلق باتفاقية السلام الموقعة بينهم وبين الحكومة المالية، يرى الرئيس الحالي لتنسيقية الحركات في كيدال، أنّ عدم تطبيق اتفاقية السلام بين مالي والحركات المسلحة سوف يزيد من قوة الجماعات الجهادية ومن عمليات تدفق الهجرة، كما سيؤدي عدم تطبيقها إلى تردي الأوضاع الأمنية على المستوى الدولي بشكل عام وعلى مستوى دول الساحل الافريقي على وجه الخصوص.
ورأى اغ انتالا أنّ الحكومة المالية يسيطر عليها في الوقت الحالي فريق لا يهتمون إلا بمصالحهم الشخصية الخاصة ويعتبرون الدولة ملكية خاصة.
نص المقابلة التي أجراها عمر الانصاري لصالح موقع “africanperceptions” :
* سبع سنوات على توقيع اتفاقية السلام بين الحكومة المالية والحركات المسلحة.. لماذا تأخر تنفيذ الاتفاقية وما مصيرها؟
السيد العباس اغ انتالا: نحن عندما وقعنا على الاتفاقية مع دولة مالي كانت الحكومة تظن بأنّ الحركات الأزوادية سترفض الاتفاقية لذلك وقعت الحركات على الاتفاقية لتظهر خيانة الحكومة بعد أن وقعنا الاتفاقية التي فشلت في تنفيذها، ولم تتمكن حتى من تعليم شعبها، حيث تأتي أهمية هذه الاتفاقية على المستوى المحلي والاقليمي ولها أهمية كبيرة على مستوى مالي بأكملها وليس على مستوى أزواد فقط. وفي الحقيقة ليس هناك شي مخصص لمنطقة أزواد عن بقية ولايات مالي غير صندوق التنمية فهو فقط ما تمّ تخصيصه للمنطقة، أما بقية البنود فكل ولايات مالي متساوية فيها مثل أن تكون هناك ولاية لديها قوة عظمى وأن يكون فيها جيش يستطيع حماية الوطن والتصدي لمرتكبي الجرائم.
*كيف أثر خروج القوات الفرنسية والأوروبية من المشهد المالي على الوضع في الشمال؟
السيد العباس اغ انتالا: خروج القوات الفرنسية و الأوروبية في هذه الأوضاع الأمنية المتردية سيسبب أزمة على مستوى حقوق الانسان بحيث قد يشجع ذلك الأمر على ارتباط الجيش المالي بمرتزقة شركة فاغنر الروسية، وعلى ممارسة انتهاكات حقوقية ومجازر، فعلى سبيل المثال قد يأتوا إلى أحد القرى ويعملوا على إبادتها ويحتجوا بأنّ هذه القرية تابعة للفلان فيبيدونها عن بكرة أبيها تحت ذريعة أنّ بعض الفلان متواجدين مع الجهاديين ويدعمونهم، وكذلك الأمر لقرى أخرى للطوارق و العرب بحجة أنّ هناك أيضاً بعض الطوارق يدعمون أو يتعاملون مع الجهاديين أو وغيرهم من المكونات، وبالتالي فإنّ هذه الذريعة ستعمل على تعزيز سياسة الانتقام من الجماعات الجهادية التي تقاتلهم لتصل إلى حد قتل الأطفال و النساء وخاصة بعد خلو الجو لهم بعد خروج القوات الفرنسة و الأوروبية من مالي.
*ما التحدي الذي صاحب انتشار قوات فاغنر الروسية في مالي؟، وكيف تتعاطى الحركات المسلحة مع الوضع الجديد؟
السيد العباس اغ انتالا: نحن نعتبر مجموعات فاغنير مجرد مليشيات تابعة لحكومة مالي ولا نتعامل معهم، وأي مشكلة أو خطأ نراها على وشك الحدوث تجاه الحركات الأزوادية ستكون محسوبة على الحكومة المالية ولن نحسبها على تلك الميلشيات لأنّها في الحقيقية ميليشيات تابعة للحكومة.
*كيف تنظرون لتعديل البند الخاص بإرسال قوات جزائرية خارج الحدود في الدستور المعدل وهل تمهد الخطوة لدخول الأراضي المالية؟، وما ردكم عليها إن حدثت؟
السيد العباس اغ انتالا: الجزائر من البلدان الراعية لاتفاق السلام والمصالحة الوطنية ومن المفترض أن تكون الجزائر أول من يحترم الاتفاقية بدلاً من الجهات الأخرى، ومن هنا لا يوجد لدينا أي قلق من دخول القوات الجزائرية للتراب الوطني ولا نظن بأنّ الجزائريين سيدخلون المنطقة وان دخلوا ذلك لن يضرنا بشيئ.
*هل تأثرت المنطقة وتنسيقية الحركات المسلحة بهذه التغيرات الأمنية؟، وكيف؟
السيد العباس اغ انتالا: كل تلك التغييرات لم تقلق الحركات الأزوادية منها سوى تأخر تنفيذ اتفاق السلام والمصالحة الوطنية المنبثق عن مسار الجزائر بين الحكومة المالية والحركات المسلحة، لذلك خاب ظن الكثير من أبناء الوطن وخرجوا منه وهاجروا، واتجه بعضهم للانخراط في الجماعات الجهادية لأنّ الوضع الحالي لم يغير لهم أي شيء.
*هل يمكن لاتفاقية 2015، إذا ما كتب لها التنفيذ، أن تساهم في استقرار مالي؟، وما آليات تحقيق ذلك الاستقرار؟
السيد العباس اغ انتالا: مما لا شك فيه أنّ الاتفاقية عندما وقعتها الجبهات كانت غير موافقة عليها والحكومة المالية عندما وقعت على الاتفاقية ظنت أنّ الحركات وقعت في فخها وأنّ الحركات لن توقع على الاتفاق، فهذه الاتفاقية تعتبر مكسب وحظ كبير لمالي إذا قامت بتطبيقها وإذا لم تطبقها سيؤدي ذلك إلى شيء لا تحمد عواقبه وقد يكون ذلك هو ما يفضله الأزواديين ولن يضرهم شئ.
*هل من رسالة أخيرة توجها إلى العالم؟
السيد العباس اغ انتالا: أحيي الجميع ونريد من كل من يتمنى الخير لهذا التراب أن يساعد في استقراره، وكل من يتمنى له السلام سواءً من الدول المجاورة أو من الدول التي تساعد وتساند الشعب، فلو لم يتحقق الاستقرار في الوطن لن يستقر الساحل كله نريد منهم أن يقومون بالمساهمة بقدر استطاعتهم لتطبيق الاتفاق ويساعدوا في تنفيذ ما بعد الاتفاق أيضاً، ويجب أن يكون كل ذلك تحت الرعاية و المتابعة الدولية لأنّ تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية في المنطقة يمس العالم كله ودول الساحل تحديداً، وأن لا يكون ذلك تحت مسؤولية مالي فقط، خاصة أنّ الجميع يرى أنّ مالي في هذه الفترة تحت سيطرة فريق كمجموعة عسكرية أو سياسية لا تلقي بالاً إلا لمصالحها ولا تعير اهتماماً للمستقبل، وهؤلاء يتكونوا من عدة أشخاص يعتبرون مالي ملكيتهم الخاصة يعطون منها من يريدون ويمنعون عمن يريدون، وهذه العقلية يجب أن تتغير في الوطن ليستقر وإذا لم تتغير لا أرى أفضل من الانفصال.