سلط تقرير عُرض أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الضوء على الحاجة الماسّة إلى تعزيز التعاون الإقليمي المستمر لمواجهة التهديدات الأمنية المتعددة التي تعصف بغرب أفريقيا. وأكد التقرير أنه، رغم التقدم الملحوظ الذي أحرزته المنطقة في مجالات السلم والتنمية خلال العقود الأخيرة، لا يزال الحفاظ على الأمن وتعزيز التكامل الإقليمي عنصرين أساسيين لتحقيق النجاح طويل الأمد في المنطقة.
وقد نظّمت شعبة غرب أفريقيا في الأمم المتحدة بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لغرب أفريقيا والساحل (UNOWAS) جلسة تشاورية رفيعة المستوى في 2 أبريل 2025، جمعت ممثلي دول غرب أفريقيا الدائمين لمناقشة القضايا الأمنية الملحّة في المنطقة.
وجاء هذا الاجتماع قبل الإحاطة الرسمية المهمة التي قدمها المكتب لمجلس الأمن في 3 أبريل 2025، والتي شكّلت محطة مفصلية في الجهود الرامية إلى ضمان مستقبل مستقر ومزدهر لغرب أفريقيا.
وشارك في الاجتماع ليوناردو سانتوس سيمو, الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مكتب “يونواس”، حيث قدّم عرضًا حول التطورات في المشهد الأمني للمنطقة. وشدد في إحاطته لمجلس الأمن على التحديات المتزايدة التي تفرضها الجماعات الإرهابية والجريمة المنظمة والاضطرابات السياسية، وذلك ضمن تقرير الأمين العام بشأن جهود ترسيخ السلام في المنطقة.
وأكد التقرير بشكل خاص على أهمية مواصلة التعاون الوثيق مع منظمات إقليمية مثل الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، التي تلعب دورًا رئيسيًا في مواجهة هذه التحديات.
وتناول التقرير محاور رئيسية، من أبرزها دعم القوة متعددة الجنسيات المشتركة العاملة في حوض بحيرة تشاد، بالإضافة إلى مبادرات مثل مبادرة أكرا وقوة الانتشار الاحتياطي التابعة للإيكواس، باعتبارها أدوات حاسمة في مواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة، مع الدعوة إلى دعم دولي مستمر لتعزيز هذه الجهود.
وخلال مداخلتها في الجلسة، جدّدت السفيرة كينزا جاوارا-نجاي، المراقبة الدائمة للإيكواس لدى الأمم المتحدة، التزام المفوضية الثابت بتعزيز التكامل الإقليمي والاستقرار، وقدّمت عرضًا حول المبادرات الجارية التي تقودها الإيكواس لتعزيز التعاون بين دول غرب أفريقيا بهدف تحقيق تنمية مستدامة وسلام دائم.
كما شددت السفيرة على أهمية الشراكة مع مكتب “يونواس” لضمان الحفاظ على المكاسب التي تحققت على مدى السنوات، ولضمان قدرة المنطقة على الصمود في وجه التحديات الجديدة.
وقد شكلت هذه الجلسة أيضًا فرصة للنقاش الصريح وتبادل الرؤى بين ممثلي الدول المشاركة وتوحيد الجهود بما يضمن تحقيق أهداف السلام والأمن في المنطقة بأكثر السبل فعالية.
وفي ظل المتابعة الدولية المستمرة للوضع الأمني في غرب أفريقيا، تُعتبر هذه الجلسة خطوة مهمة نحو مقاربة موحدة لمعالجة تعقيدات الاستقرار الإقليمي.
ويُنظر إلى استمرار التعاون بين “إيكواس” و”يونواس” على أنه مفتاح أساسي لحماية مستقبل المنطقة، وضمان استمرار غرب أفريقيا في مسارها نحو السلام والازدهار.
