Connect with us

Hi, what are you looking for?

غرب إفريقيا والساحل

قراءة في أزمة العلاقات بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو وإكواس.. “جذور الصراع وآفاق المستقبل”

تشهد منطقة الساحل الأفريقي توترات متزايدة بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو من جهة، والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إكواس) من جهة أخرى.

وتعكس هذه الأزمة صراعا معقدا بين السيادة الوطنية والضغوط الإقليمية، مدفوعا بأبعاد تاريخية، أمنية، اقتصادية، وسياسية، تستعرضها ” الرؤى الأفريقية” في هذا التقرير…

  1. الجذور التاريخية والاستعمارية: إرث لا يزال مؤثرا
  • إرث الاستعمار
    لا يمكن فهم التوترات الحالية دون الرجوع إلى التاريخ الاستعماري، حيث لا تزال فرنسا – القوة الاستعمارية السابقة – تحتفظ بنفوذ اقتصادي وعسكري في هذه الدول، مما يثير استياء شعبيا واسعا.
  • الشعور بالسيادة
    تعتبر الانقلابات العسكرية الأخيرة تعبيرا عن رغبة هذه الدول في التخلص من الهيمنة الخارجية واستعادة استقلالية القرار الوطني.
  • تغيير التحالفات
    هناك تحول استراتيجي في سياسات هذه الدول، حيث تسعى إلى تعزيز علاقاتها مع روسيا ودول أخرى، في محاولة لتنويع شركائها الدوليين بعيدا عن النفوذ الغربي.
  1. الأوضاع الأمنية المتدهورة: بين الإرهاب والنزاعات الداخلية
  • تزايد التطرف
    تشهد منطقة الساحل تصاعدًا في أنشطة الجماعات الإرهابية مثل “داعش” و”القاعدة”، مما يهدد استقرار هذه الدول.
  • النزاعات العرقية
    تعاني بعض هذه الدول من صراعات داخلية بين الجماعات العرقية المختلفة، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني ويضعف سلطة الحكومات.
  • تأثير العقوبات
    أدت العقوبات التي فرضتها إكواس إلى تقييد الموارد المالية لهذه الدول، مما أثر على قدرتها في مواجهة التهديدات الأمنية وتعزيز الاستقرار الداخلي.
  1. الأبعاد الاقتصادية: العقوبات وتأثيرها على الشعوب
  • الاعتماد على الموارد
    تعتمد اقتصادات هذه الدول بشكل كبير على الموارد الطبيعية مثل اليورانيوم، الذهب، والنفط، مما يجعلها عرضة للصدمات الخارجية.
  • تأثير العقوبات
    أدت العقوبات المفروضة إلى ارتفاع أسعار المواد الأساسية ونقص السلع الحيوية، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع المعيشية للسكان.
  • البحث عن بدائل
    تحاول هذه الدول تقليل اعتمادها على إكواس عبر تعزيز التعاون الاقتصادي البيني، وإقامة شراكات جديدة مع قوى دولية أخرى مثل الصين وروسيا وتركيا.
  1. التوترات السياسية والانسحاب من إكواس: بين المواجهة والتفاوض
  • انسحاب رسمي
    أعلنت مالي والنيجر وبوركينا فاسو خروجها من إكواس، معتبرة أن المنظمة لم تعد تخدم مصالحها بل تخضع لتأثيرات خارجية.
  • محاولات التفاوض
    رغم الجهود التي تبذلها إكواس لإقناع هذه الدول بالعدول عن قرارها، فإن المفاوضات لم تحقق نتائج ملموسة حتى الآن.
  • مهلة 6 أشهر
    منحت إكواس مهلة للدول الثلاث لإعادة النظر في قرارها، لكنها تواجه تحديا كبيرا في استعادة ثقتها.
  1. التأثيرات الإقليمية والدولية: صراع نفوذ في منطقة الساحل
  • تأثير على إكواس
    يمثل انسحاب هذه الدول ضربة كبيرة لإكواس، التي كانت تعتمد على وحدة أعضائها لتعزيز التعاون الإقليمي.
  • صراع القوى الكبرى
    تتنافس قوى دولية مثل فرنسا، روسيا، الصين، وتركيا على النفوذ في المنطقة، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي.
  • تأثير على الأمن العالمي
    يمكن أن يؤدي استمرار عدم الاستقرار في منطقة الساحل إلى تصاعد الإرهاب والهجرة غير الشرعية نحو أوروبا، مما يجعل الأزمة ذات أبعاد دولية.
  1. مستقبل العلاقات: نحو مواجهة أم تسوية؟
  • الحوار والتفاوض
    يبقى الحل الدبلوماسي هو الخيار الأفضل، لكنه يتطلب تقديم تنازلات من جميع الأطراف لضمان استقرار المنطقة.
  • دور الاتحاد الأفريقي
    يمكن للاتحاد الأفريقي أن يلعب دور الوسيط بين إكواس والدول الثلاث، لإيجاد حلول توافقية تخدم الجميع.
  • تعزيز التعاون الأمني
    من الضروري تعزيز التنسيق الأمني بين دول المنطقة لمواجهة التحديات المشتركة، وخاصة مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.

أخيرا نستطيع أن نتوصل إلى أن أزمة العلاقات بين مالي، النيجر، وبوركينا فاسو وإكواس تمثل نقطة تحول في المشهد السياسي والأمني في غرب أفريقيا.

ففي الوقت التي تسعى فيه هذه الدول إلى تعزيز استقلالها السياسي والاقتصادي، تجد نفسها في مواجهة عقوبات وضغوط إقليمية ودولية، ويبقى السؤال المطروح هل ستتمكن الأطراف من إيجاد حل وسط، أم أن المنطقة ستشهد مزيدا من التوترات والصراعات؟

Click to comment

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You May Also Like

الشرق الأوسط

لا يزال الحديث عن جماعة “الأحباش” الدينية في الأردن وتمددها وصعودها يثير العديد من التساؤلات عن حقيقة تلك الجماعة بين الفينة والأخرى، فمن هي...

غرب إفريقيا والساحل

كشفت جماعة نصرة الإسلام و المسلمين في مالي مقتل 70 مسلحا ممن وصفتهم بالخوارح، في إشارة إلى ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وذلك...

إفريقيا

أكد والي ولاية كيدال عن تنظيم جماعة نصرة الاسلام و المسلمين، سيدن أغ هيتا، المعروف حركيا باسم عثمان القيرواني، أن من أهم الأسباب التي...

شمال إفريقيا

قاد العميد اغلس محمد أحمد، قائد الكتيبة 173 المشاة في أوباري، يوم الثلاثاء، مناورات عسكرية استباقية قوية، تهدف إلى تصدّي أي تهديدات محتملة من...