شهدت مدينة أبيدجان تسليط الضوء على العلاقات الأخوية والاستراتيجية بين المغرب وكوت ديفوار، التي أثمرت عن شراكة استثنائية متعددة الأبعاد بين البلدين.
وفي هذا السياق، نُظّم مؤخرًا لقاء أكاديمي حول السياسة الإفريقية للمملكة المغربية، مع التركيز على العلاقات بين المغرب وكوت ديفوار، وذلك بحضور السفير المغربي لدى كوت ديفوار، عبد المالك الكتاني.
وأكد الكتاني أن التعاون بين البلدين يمتد لأكثر من 60 عامًا، في إطار شراكة اقتصادية وسياسية تعود بالنفع المتبادل، وتشمل مجالات الدبلوماسية والسياسة والاقتصاد والثقافة والتعليم والتقنيات الحديثة.
وقال الكتاني: “هذه الشراكة التاريخية، التي تعود جذورها إلى عهد الملك الراحل الحسن الثاني والرئيس الإيفواري الأول فيليكس هوفويت بوانيي، تعززت بشكل أكبر في عهد جلالة الملك محمد السادس والرئيس الحسن واتارا، وأصبحت نموذجًا ناجحًا للتعاون جنوب-جنوب من أجل التنمية المستدامة.”
وأوضح أن هذه الشراكة الاستراتيجية تستند إلى رؤية “مشتركة” و”فريدة” تجمع قائدي البلدين، وتركز على التنمية ورفاهية الشعبين، كما أنها تُترجم من خلال مشاريع ملموسة ومستدامة، وعشرات الاتفاقيات في مختلف القطاعات.
كما أشاد الكتاني بالدعم المستمر الذي تقدمه كوت ديفوار للمغرب داخل المنظمات الدولية والقارية، مشيرًا إلى دورها البارز في عودة المملكة إلى الاتحاد الإفريقي عام 2017، وكونها من أوائل الدول التي افتتحت قنصلية لها في مدينة العيون عام 2020.
وعلى الصعيد الاقتصادي، أكد السفير أن الاستثمارات المغربية المباشرة في إفريقيا جنوب الصحراء شهدت نموًا ملحوظًا، بفضل الزيارات الملكية إلى كوت ديفوار والدفع القوي الذي وفره جلالة الملك منذ 2011-2013، ما ساهم في تعزيز حضور الشركات المغربية الكبرى في قطاعات حيوية بالاقتصاد الإيفواري.
وأشار الكتاني أيضًا إلى الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب وحفظ السلام، ما يعكس التزامهما بتعزيز الاستقرار الإقليمي والتعاون المشترك في القضايا الأمنية.
