تستمر الأزمة في النيجر في ظل دعم أحزاب المعارضة للانقلاب والشعب، مع إصرار فرنسا على الرئيس المعزول محمد بازوم.
لاسيما وأن أزمة السفير الفرنسي أخدلت دور فرنسا، وانتجت نتائج عكسية على أهدافها التي تطمح بالبقاء بأفريقيا.
وأبرزت مسؤولية المجلس العسكري الذي لم يقدم على خرق الاتفافات الدولية، وكشفت أن ثمة أهداف للانقلابيين من طرد فرنسا منها الدعم الشعبي لهم.
وينقسم موقف دول الأكواس، إذ أنها تميل نحو الحلول السلمية والدبلوماسية أكثر، بالإضافة بأن للجزائر مساعي حثيثة للوساطة وعمل حل سياسي للأزمة في النيجر فهل تنجح؟، كل هذه التفاصيل وأكثر في نص الحوار..
صحيفة الرؤى الأفريقية أجرت حوار مع السيد عمر الأنصاري عضو حزب التجديد الديمقراطي والجمهوري بالنيجر، الذي أدلى بالتفاصيل الهامة على النحو التالي:
-كيف بدأ التوتر بين الجنرال والرئيس وهل فعلًا للرئيس السابق يد في الانقلاب مع أن الكل يعلم أن الرئيس السابق ساعد بوعزوم في الوصول للسلطة؟
حسب الروايات المتداولة أن التوتر بدأت بقطع علاوات لحرس الرئاسة تصل حوالي 30 مليون شهريًا، زيادة على أن هناك وزير مدني مكلف بأمن الرئاسة علاقته متوترة مع قائد الحرس، وجاءت مسألة الاقالة كالقشة التي قصمت ظهر البعير.
- يقال بأن للرئيس السابق يد بالانقلاب لعدة اعتبارات:
- أن قائد الانقلاب من رجاله المخلصين ويقال هو الذي ألزم بوعزوم بإبقائه قائدا للحرس.
- يقال هناك خلاف بين ابن الرئيس السابق وبوعزوم فيمن يدير أنبوب النفط الأكبر بأفريقيا من أكاديم شرق النيجر إلى المحيط الأطلسي ببنين، فكان ٱل ايسوفو يردونه من نصيبهم ويفصلونها عن شركة سونديب الوطنية بشركة وطنية اخرى تسمى بترونيجر فرفض بوعزوم، وهناك ملفات أخرى تختلف فيها نظرت بوعزوم وٱل اسوفو مؤخرًا.
- ما هي أسباب دعم أحزاب ديمقراطية للانقلاب؟
أحزاب المعارضة دعمت الانقلاب من باب عدو عدوي صديقي، وكأنها ترى أن الحزب الحاكم جاء بالانقلاب وزور الانتخابات لصالحه أكثر من مرة، ولايمكن يسلم السلطة سلميا؛ فلا بد من الانقلاب لانتقال السلطة مهما تأخر. - ما الذي جعل شعب النيجر يقف مع الانقلابيين ألم يكونوا جزء من الأنظمة الفاسدة السابقة ؟
الشعب النيجري يرى أنه مهما كان فساد العسكر المهدد من المجتمع الدولي لن يصل فساد السلطة المدنية المتحالفة مع الغرب، فلذلك دعموا الانقلاب ظنًا منهم بأن المجلس العسكري سوف يلبي مطالبهم الوطنية أكثر. - ما سبب إصرار فرنسا على بازوم وكيف تازم الوضع؟
أسباب اصرار فرنسا على بازوم متعددة نذكر منها عدة نقاط: - في ظنها بوعزوم رئيس شرعي منتخب والممثل الحقيقي للشعب النيجري وهي كدولة ديموقراطية يجب عليها دعم الشرعية وتهديد الانقلابيين.
- أن هذا انقلاب مفاجيء بدون علمها فتخشى تكون عواقبه وخيمة جدا على مصالحها بالمنطقة.
فليس أمام فرنسا سوى دعم بوعزوم كحصان طراودة يعيد تواجدهم بالساحل الأفريقي. - ما هو موقف دول الأكواس؟
دول الأيكواس منقسمة إلى فرنكفونية وانغلوفونية فمن الطبيعي تكون الفرنكفونية أكثر دعما للتوجه الفرنسي بينما تتباطأ الأنغلوفونية تبعا للموقف الأمريكي المتساهل مع قادة الانقلاب، فموقف ايكواس منقسمة على نفسها وفي الأخير يميل نحو الحلول السلمية والدبلوماسية أكثر. - كيف يمكن أن يستفيد الانقلابيين في النيجر من اتفاقية الشراكة بينهم وبين الأنظمة الانقلابية في كل من مالي وبوركينافاسو وكل منهم تشتعل دولته حربا بسبب سياسات عسكرية؟
يستفيد الانقلابيون حسب رؤيتهم عدة نقاط قوة من هذا التحالف الثلاثي: - الموقع الجغرافي الإستراتيجي للحدود المشتركة بين الدولتين والذي يصبح لهم صمام الأمان يصعب اجتياحه على دول الايكواس.
-الدعم المعنوي والاستخباراتي والثقل الاقليمي الذي يحظى به هذا التحالف.
-الدعم الروسي العسكري واللوجستي المتواجد في كل من مالي وبوركينا فاسو. - إلى أين وصلت أزمة سفير فرنسا بين باريس و نيامي وما تداعيتها خارجيًا وداخليًا؟
أزمة السفير أقزمت دور فرنسا جدًا، وأظهرت مسؤولية المجلس العسكري حيث لم يتعرض لخرق الاتفافات الدولية وحاصروا السفير خارج مبنى السفارة.
داخليًا تواجد السفير غير المرغوب يعتبر إهانة شعبية وأتى بنتائج عكسية لفرنسا التي تريد البقاء بأفريقيا.
خارجيا اتضح للجميع ازدواجية معايير فرنسا من ناحية التعامل مع الانقلابات بعد يوم من رفض سفيرها بالنيجر المثول أمام خارجية سلطات الانقلاب بالنيجر كان سفيرها بغابون في جلسة استماع لقائد الانقلاب هناك، وحين أمرها قادة الانقلاب بمالي بالمغادرة غادرت بينما ترفض أمر المغادرة بالنيجر. - ما المكاسب التي يسعى إليها الانقلابيون بطرد فرنسا من النيجر وهل من الممكن أن تغادر فرنسا النيجر مثل ما فعلت في مالي وبوركينا فاسو، إن كانت فعلا غادرت؟
- مكسب الانقلابيين من طرد فرنسا هو الدعم الشعبي لهم.
فرنسا لن تغادر النيجر بسهولة، مسألة النيجر هيجت الايكواس وأثارت حفيظة باريس لحد ربما تصل شظايا سخط باريس لمالي وبوركينا فاسو. - إلى أي مدى تعتقد أن الوساطة الجزائرية قد تنجح رغم أن الجزائر لم تنجح في أية وساطة ومالي فضل مثال؟
أولا من الخطأ قياس النيجر عن مالي وقياس الانقلابيين بالانفصاليين، الجزائر في طريقها للنجاح في وساطة النيجر لو تصادمها بالوساطة الصينية مؤخرًا.
فالٱن نجاح مبادرتها السلمية مرتبط بحشد كل من بكين والكرملين لدعمها كما دعمتها واشنطن وروما.
ويظهر الحوار تداعيات الأزمة في النيجر، والمساعي لحلها والخروج من الأزمة قبل أن تتطور إلى نزاعات مسلحة.