كيدال/ عيسى اغ امودك
يمر مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء TSGP، وهو مشروع جديد، على رفات سكان الصحراء الكبرى والذي يطمع قادة الدول بأن يكون لهم النصيب الأكبر منه لعائداته الكبيرة وخاصة قادة الدول التي يعبر من خلالها إلى أوروبا .
عاش سكان منطقة مرور أنبوب الغاز تجارب عدة مع مثل هذه المشاريع التي لم يستفد منها السكان سوى الأضرار التي تخلفها هذه المشاريع على البيئة والصحة.
ويبلغ طول أنبوب الغاز النيجيري الجزائري، المعروف باسم “أنبوب الغاز العابر للصحراء”، نحو 4128 كيلومترا، بسعة سنوية تبلغ 30 مليار متر مكعب، فيما تقدر كلفة إنجازه بحوالي 13 مليار دولار، بحسب رويترز.
ففي النيجر فقط يمتد هذا الأنبوب على طول 8310 كم وفي الجزائر حوالي 2300 كم وأما في نيجيريا فيقدر ب 1037 كم.
ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه: هل سيكون مشروع أنبوب الغاز مثله مثل مشروع شركة آريفا الفرنسية للتنقيب عن اليورانيوم في آرليت؟ والتي لم يستفد منها السكان سوى التسمم والانبعاثات النووية التي لم يسلم منها حتى الحيوان.
هذا من جانبه الصحي، أما من الجانب الأمني فيخشى كثير من المراقبين أن يستقطب هذا المشروع كثيرا من الجماعات العابرة للحدود، والتي يصفها البعض بالاجرامية، بحيث يتم استغلال هذا المشروع ذريعة لتكون المنطقة منطقة نشاط لتلك الجماعات، وقد تكون بعض تلك الجماعات تحت نفوذ دول معينة معارضة لهذا المشروع، ويصبح السكان ضحية لتضارب مصالح تلك الجماعات و الدول كما هو الحال في الحدود الازوادية النيجرية والحدود النيجيرية والنيجر.
إن على تلك الدول إيجاد الحلول لهذه المعضلة الأمنية مع مراعاة خصوصيات السكان بل وإشراكهم في الحلول لتكون على أرض الواقع يعود معها المشروع بالفائدة على مناطق عبوره بتنميتها و بناء جسور تنمية بين الدول الثلاث النيجر و الجزائر و مالي.
وفي الآونة الأخيرة أصبح أنبوب الغاز العابر للصحراء حديث قادة الدول لأهميته الاقتصادية و لأهميته بالنسبة للدول الأوروبية بعد الأزمة الروسية الأوكرانية وخاصة بعد تهديد الاولى بقطع إمداد دول أوروبا بالغاز، وهذا ما جعل بعض الدول تحيي المشروع القديم و تعيده للواجهة الاقتصادية والسياسية، ومن تلك الدول الجزائر و النيجر وليبيا.
وشهد أنبوب الغاز الجزائري النيجيري تطورات مهمة، ففي يوم الخميس، 28 يوليو/تموز الماضي وقعت الدول الثلاث المشاركة في المشروع على مذكرة تفاهم حول تنفيذ خط الغاز العابر للصحراء.
وجاء التوقيع على مذكرة التفاهم بين الجزائر ونيجيريا والنيجر، على هامش الاجتماع الوزاري الثلاثي بشأن مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء، الذي احتضنته الجزائر العاصمة بحضور وزراء النفط والطاقة في الدول الثلاث.
يذكر أن الجزائر هي أول مصدّر للغاز الطبيعي في أفريقيا والسابع في العالم، وكانت تزوّد أوروبا بنحو 11 بالمئة من احتياجاتها مقابل 47 بالمئة من روسيا.
صحيفة “ذا أبجاكتف” الإسبانية، وصفت في تقرير حديث لها أنبوب الجزائر المرتقب بـ”المشروع الأكثر جدوى” لكنها أشارت إلى منافسة الخط الذي من المزمع أن يمر عبر المغرب، بينما شددت على أنه لن يبدأ العمل قبل عام 2046، وفق ما نقلته عن مصادرها.
ووُقّعت في الرباط في منتصف سبتمبر 2022 مذكرة تفاهم حول مشروع أنبوب الغاز الذي يربط نيجيريا بالمغرب مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا.