أصدرت منظمات حقوقية محلية، تنشط في إقليم أزواد بالشمال المالي، قائمة ضمت تسع مدن في الإقليم شهدت هجمات مسلحة من قبل مقاتلي تنظيم “داعش” أدت لمقتل 882 مدنيا سقط 668 منهم في ثلاث مدن فقط هي إينيكار وآديرانبوكان وتاملات.
وأكدت المنظمات، في جدول يحوي أسماء المدن وعدد القتلى المدنيين وتواريخ مقتلهم، أن تلك الهجمات تمت ما بين شهري مارس وسبتمبر من العام الجاري، مشيرة إلى أن غالبيتهم من النساء و الأطفال و الشيوخ، وأن هنالك قرى شهدت إبادة شبه كاملة لسكانها، حيث لم يتمكن من الفرار من الموت سوى عدد قليل منهم.
ويرى مراقبون محليون، تحدثوا لصحيفة “الرؤى الافريقية” الألكترونية، أن عدد القتلى المدنيين أعلى بكثير من الرقم المعلن.
وتجدر الإشارة إلى أن استهداف “داعش” المتكرر للقرى وقتل المدنيين أشعل الحرب بينها وجماعة نصرة الاسلام والمسلمين، حيث ظهرت الجماعة كمنقذ للشعب فحققت بذلك تأييدا وحاضنة شعبية في إقليم أزواد.
وخلال عدة أسابيع هاجمت جماعة نصرة الاسلام و المسلمين تنظيم “داعش” في عقر داره بمنكا، حيث تكبدت الجماعتان خسائر فادحة، ولا تزال الحرب مستمرة بين الطرفين في تلك الجبهة.
وأصدرت جماعة نصرة الاسلام والمسلمين عدة بيانات تدعو عامة الشعب إلى الالتحاق بصفوفها لتعزيز قدراتها في حربها على “داعش”.
هذا وتزامنت حرب نصرة الاسلام والمسلمين على مقاتلي تنظيم “داعش” مع هجمات تعتبر الأولى على عناصر للجيشين البنيني والتوغولي، وهذان البلدان يعتبران دعامة اقتصادية هامة لدول المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا (إيكواس)، حيث تضمان أهم ميناءين مستقلين يغذيان بعض دول “الإكواس”، وخاصة مالي والنيجر وبوركينافاسو، وهي الدول الأكثر تضررا من هجمات تنظيم داعش في منطقة الساحل والصحراء.
وتسببت هجمات “داعش” على القرى وقتل المدنيين في موجة نزوح جديدة نحو النيجر، التي كان لديها عشرات آلاف اللاجئين الماليين منذ أيام الحرب الأهلية قبل عشر سنوات، حيث بدأ عدد النازحين بالارتفاع في الأشهر الأخيرة وتصاعد بشكل حاد في أكتوبر وأوائل نوفمبر عندما عبر ما يقدّر بـ4,000 لاجئ مالي إلى النيجر من الشرق حيث الكثافة السكانية المنخفضة. وبذلك وصل إجمالي عدد اللاجئين المسجلين إلى رقم قياسي هو 54,000 شخص في أوائل نوفمبر وهناك 3,000 شخص إضافي ينتظرون تسجيلهم.